فضحتهم الرياضة
إذا كنا نعتب على بعض مايطرح في الإعلام الرياضي وبعض المنتمين لهذا الوسط من عبارات تخرج عن النص والذوق العام وتصل أحيانا إلى الطعن في الذمم ونبررها أحيانا وإن كان تبريرا غير مقبول بأن بعضا من هؤلاء حديثي تجربة وتحركهم الميول فكيف بآخرين نعتبرهم ويعتبرون أنفسهم محسوبين على الوسط الثقافي والتنويري ويترفعون في مجالسهم وأحاديثهم العامة عن الدخول في الوسط الرياضي.
تحدثت في زاوية سابقة عن بعض من ذلك لكن الملاحظ في الفترة الأخيرة كثرة هؤلاء وتداخلهم في البرامج الرياضية سواء بطلب من البرنامج أو من تلقاء أنفسهم وفي الوقت الذي ننتظر منهم رؤى ترتقي بثقافة المتلقي تدل على فكرهم ووضعهم في المجتمع تصدمنا الحقيقة بتعبيرات وآراء وإسقاطات بعيدة المدى واضحة المغزى بنظرة دونية تقلل من الآخرلا تخل من التعصب يترفع عنها حتى الجالسون في الإستراحات وأقصى مدرجات الدرجة الثانية والمشكلة عندما يدعي هؤلاء أنها (مجرد مزح).
هل يعتقد هؤلاء أن المجتمع الرياضي على درجة من السذاجة وإنعدام الفهم؟
هل يبحث هؤلاء عن قناة جديدة من الأضواء والشهرة غيرة من هذا الوسط؟
والأكبر أن تتركز هذه الإسقاطات على نجوم معينين وأندية معينة مما يوحي بأنها ليست وليدة ردة فعل آنية بقدر ما هي ترسبات كامنة أسهمت الأحداث الراهنة في إعطائها الفرصة للظهور.
إذاً سادتي الكرام
لا تعتبون على الوسط الرياضي وفيه من هو أرقى فكرا وثقافة من بعض المحسوبين على الوسط الثقافي، فالثقافة ليست كماً معلوماتياً أو قراءات منوعة ومجالسة لأرباب الرأي والحداثة بقدر ما هي سلوك وقدرة على توصيل الرؤية بأسلوب يدل على ثقافة صاحبه.
فضحهم اليوتيوب
دخول إحدى قنوات اليوتيوب إلى المدرجات في دوري عبداللطيف جميل والإلتقاء ببعض الجماهير بخطاب رسمي من رعاية الشباب يطرح علامة استفهام كبرى.
قد يكون هدف البرنامج توعويا وتثقيفيا وهذا لايهمنا وهي لا تلام فقد وجدت الفرصة لكننا نتحدث عن تجاوز الأنظمة وتداخل الصلاحيات فقد أكدت هذه الحادثة مخالفتين صريحيتين:
الأولى
تدخل رعاية الشباب كجهة حكومية في شؤون كرة القدم وتحديدا في عمل رابطة دوري المحترفين المسؤولة عن الدوري وتنظيمه ومداخيله خاصة أن أنظمة الاتحاد الدولي لا تجيز ذلك.
الثانية:
أن هذه القناة ستستفيد من هذا كناحية تسويقية ودعائية وهنا يجب أن تدفع مقابل ذلك مما يعني حرمان الرابطة والأندية من دخل إضافي شأنها شأن أي معلن آخر.
الغريب ..
أن تمنع القناة الرسمية الناقلة بحجة نظام دولي ويتم السماح لقناة تجارية بخطاب لا مسؤول من رجل مسؤول.
العقل يفضح
ثمة أخطاء مقبولة ومبررة لكن عندما تصدر نتيجة الحماس أو الإندماج في موضوع معين وتبررعلى أنها لا شعورية فهذه محسوبة على قائلها وغير مقبولة وتدل على عدم أهليته لهذا المكان إذ تقاس قدرة الشخص وتأهيله بقدرته على التعامل مع الأحداث خاصة عندما يكون الخطأ وصفاً أوعبارة متداولة في الشارع أوالمجتمع للتقليل من آخر أو الإساءة إليه ناتجة عن تعصب لناد أو مبدأ هنا لايمكن قبول التبرير.
نعم قد يكون غير متعمد لكن الاعتراف بأنها لا شعورية دليل على أنها جزء من ثقافته ويتعامل معها بصورة دائمة أو يومية مما جعل العقل الباطن يتحرك في تلك اللحظة التي اعتادها خارج هذا الموقف لتصدر منه عندما صار في الموقف نفسه.
والله من وراء القصد،،