دخل منتخبنا معسكره الإعدادي لمباراته أمام العراق في ذهاب التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الآسيوية الـ 16 التي ستقام في أستراليا مطلع 2015. المباراة ستقام في العاصمة الأردنية عمان وفي الجولة الثالثة من التصفيات، حيث أنهى منتخبنا الجولتين الماضيتين بنجاح بعد أن فازعلى الصين في الدمام 1/2 ثم إندونيسيا على أرضها بنفس النتيجة بينما يدخل العراق المباراة بخسارة من الصين 1/0 في الصين وفوزعلى إندونيسيا متساويا مع الصين بذات الرصيد (3 نقاط) ومن هنا تكمن أهمية المباراة إذ إن فوزمنتخبنا يعني انفراده بالصدارة وبالنقاط الكاملة من مرحلة الذهاب بفارق 6 نقاط عن العراق و3 عن الصين فيما لوفازت على إندونيسيا وهي مرشحة لذلك وبالتالي يقطع شوطا كبيرا في التأهل للنهائيات. هذه الوضعية ستدفع بالعراق لرمي ثقله كاملا في هذه المباراة إذ تضعه الخسارة في موقف حرج وهومؤهل لذلك فهويملك الإصراروالتحدي ومعنويات مرتفعة وظروف محيطة تدفعه لهذا الشيء سواء مايتعلق بظروفه الخاصة كدولة تبحث عن هذا الفوز لأهداف إستراتيجية أبعد من الرياضة أوما يتعلق بظروف المنطقة كرويا فيما يخص كأس الخليج وما يدورحول استضافتها وإسنادها للسعودية، وفي النهاية فإن الفوزومن ثم التأهل هورسالة من العراق لفيفا يسعى من خلالها إلى رفع الحظرعنه ليتمكن من اللعب على أرضه. في المقابل فيما لوخسرنا النتيجة ــ لاسمح الله ــ أولم تكن وفق آمالنا وتطلعاتنا فيجب أن نتعامل بواقعية وعدم تحميلها أكثرمما تحتمل، ففي جميع الأحوال سنكون على صدارة المجموعة أوضمنها بعد مضي نصف المرحلة مما يعني أننا قادرون على الفوزبإحدى بطاقتي التأهل بإذن الله. المباراة تقام 15 أكتوبر(يوم العيد) ونأمل أن تكون عيدية المنتخب لجماهيره وبعدها بشهر11/15 مباراة العودة في الدمام تعقبها بـ 5 أيام مباراة الصين في الصين ثم الختام بمباراة إندونيسيا هنا في 5 مارس2014. هذا يعني أن الأشهرالمقبلة تتطلب تعاملا حذرا، إذ المطلوب في هذه المرحلة الحد الأدنى وهوالتأهل للتصفيات وبعدها لكل حادث حديث. والتعامل الذي أعنيه ليس المديح أوالصمت عن السلبيات ولكنه النقاش الموضوعي والتجاوزعن بعض الأخطاء غيرالجوهرية بدلا من التركيزعلى قضايا لا تخدم المنتخب. مدرب المنتخب له عينان وفكرواحد، ومراقبوه لديهم آلاف العيون، والأفكاربعضها تعي وتناقش بمضوعية والبعض الآخرتابع تطغى عليه ثقافة الاستماع وتسيره ثقافة القطيع وهؤلاء هم الأكثرتأثيرا في المجتمع مما يجعلهم الأكثرخطورة من خلال بث ثقافتهم ورؤاهم عبرمواقع التواصل الاجتماعي أوعبروسائل الإعلام المختلفة وبالتالي يشكلون رأيا عاما بل يؤسسون لثقافة معينة تتمثل في النقد لمجرد النقد والرفض الدائم أوعدم القناعة بقرارات المدرب أونتائج المنتخب حتى وإن جاءت إيجابية كونها لاتتوافق ورغباتهم وأمانيهم الشخصية. وأعتقد أننا الآن نعاني شيئا من هذا النوع ــ وللأسف الشديد ــ وهوأحد أسباب تراجع الكرة لدينا خاصة على مستوى المنتخب، أقول أحد الأسباب ولم أقل إنها سبب رئيس وإن كانت في الحقيقة سببا هاما في ذلك. المرحلة المقبلة تتطلب تعاملا حذرا من جميع الأطراف سواء المشرفة على المنتخب أوالإعلام أوالجماهيرالرياضية وهوتعامل يجب أن يبنى على الاحترام المتبادل لخصوصية ومسؤولية كل طرف وقبول الرأي والرأي الآخر، وأن يكون هذا الحوارمحققا لمعطيات الحوارالحقيقي وأهدافه الذي يدل على رقي أطرافه ورقي مضامينه. والله من وراء القصد.