منذ أن وعت عيناي على متابعة كرة القدم قارئا ثم إعلاميا داخلا دهاليزها وأنا أقرأ عدم رضا ونقاشا حول تشكيلة المنتخب عندما يتم إعلانها للمشاركة في مناسبة كروية بدءا من دورة الخليج الأولى عندما طالب البعض آنذاك بضم مهاجم الهلال عبدالله بن عمر وكان في قمة مستواه ومعروف بجرأته أمام المرمى وأحقيته بالمنتخب، واستمرت مع باقي الدورات حتى الدورة الثانية التي قدمنا فيها أفضل المستويات بمنتخب كان معظمه من الأهلي لم يسلم من النقد الذي تركزعلى لاعب أواثنين في مراكزمحددة ولم يسلم قائده آنذاك الدكتور عبدالرزاق أبوداود من الغمز واللمز، وفي التصفيات المؤهلة لأولمبياد لوس أنجلوس كان قائد المنتخب صالح النعيمة مستبعدا من المنتخب وهوفي قمة مستواه أمام دهشة الشارع الرياضي الذي يؤكد أن السبب إداريا فيما تصرإدارة المنتخب على أنه فني، كما كان يوسف خميس مستبعدا هوالآخرومع ذلك حققنا أفضل النتائج، وبعد الخسارة المؤلمة في الأولمبياد أعيد اللاعبان للمنتخب وفزنا بكأس أمم آسيا الثامنة ثم التاسعة، بعدها بأربع سنوات ومنذ ذلك التأريخ والأمريتكرردون أن يغيرمن الواقع شيئا، فالجهاز الفني للمنتخب يتمسك برأيه (أيا كانت الأسباب) وهؤلاء يستمرون في نقدهم وإثارتهم. لست ضد نقد المنتخب فهومطلوب وتبصيرالقائمين عليه بالأخطاء المهم أن يكون ذلك مبنيا على أسس وأن يتوقف عند حد القناعة بالواقع وعلى بعد أيام من مشاركة المنتخب لأن النقاش في هذه المرحلة يعود بأثرسلبي على المنتخب. المشكلة أن النقاش بدأ يأخذ منحا آخربين كل الأطراف وعندما يخرج النقد عن إطاره المقنع أويستمرحتى بعد توضيح القائمين على المنتخب للموقف بمعنى قفل باب النقاش ودخول المرحلة الحرجة للمنتخب فإنه يفقد قيمته ويثيربلبلة في الشارع الرياضي تنعكس سلبا على المنتخب كما أشرت. لم يعد النقاش مقنعا لأنه أصبح مصبوغا بألوان الأندية والتركيزعلى أسماء معينة والمقارنة بين لاعبين في مراكزمختلفة مثل ضم مدافع وعدم ضم لاعب وسط أوبين مدافع ومهاجم دون أن نعي الفوارق الفنية وحاجات الفريق ورؤية المدرب مما يعززتلك النظرة ويفقد النقد قيمته، ووصلت الأمورإلى التشكيك في الذمم والهوية الوطنية وتجاوزالمؤسسة الرياضية إلى مؤسسات الدولة الأخرى دون إدراك أن هناك خطوطا حمراء بغض النظرعن مدى صحة ما يطرح في الشارع الرياضي من عدمه حول هذه الأمورحتى وصل الأمربالمشرف العام على المنتخب سلمان القريني أن يقسم بالله أن عدم ضم حارس مرمى النصرعبدالله العنزي يعود لأسباب فنية، ولعلي هنا أعتب على أبي حمد لأن الأمر لايستحق القسم حتى لوكان بصفة شخصية لأحدهم هذا أولا .. ثم إن من يناقشون هذه المواضيع فئتان: ــ إما عن رؤية ومنطق وهذا يعني أنهم سيقتنعون بوجهة نظرالمدرب أوعلى الأقل ترك الأمرله. ــ أو متعصبون .. والمتعصب يعيش في نسق مغلق لايمكن أن يقتنع بغيررأيه حتى بمائة يمين لأنه سيبحث عن مبررات وأسباب أخرى لتعزيزرأيه. وبالتالي فإن القسم من وجهة نظري لا مبررله في كلتا الحالتين ولن يقدم أويؤخرمن الأمرشيئا. من الواضح أن مثل هؤلاء ينفذون أجندة معينة بعيدا عن مصلحة المنتخب وإنما تحقق رؤاهم وأهدافهم الشخصية بدليل تقلب وجهات نظرهم وتغيرها فيما لوتابعناها على مدى سنوات وفق تغيرظروف معينة دون رادع من ضميرأووقفة من مسؤول.. والله من وراء القصد.