تحدثت أمس عن مونديال2022 والصعوبات التي تواجهها قطر من جهات عز عليها أن ترى دولة بحجم قطر على خريطة العالم الجغرافي والسكاني وأيضا عربية أو مسلمة لأول مرة تسحب البساط من أمامها رغم كل العراقيل والصعوبات تتزعمها إنجلترا وأمريكا وأستراليا التي كانت الخاسر الأكبر في السباق وتتبناها الصحافة الإنجليزية. الصعوبات بدأت بالتشكيك في رشاوى مدفوعة وبعد غلق هذا الملف بدأ الحديث عن استحالة اللعب في الصيف والمطالبة بنقلها أو على الأقل تغيير موعدها إلى الشتاء وهو ما نادى به بلاتر في أكثر من مناسبة أحدها ختمت به زاويتي أمس وأخرى عندما قال: (هناك17 قاعدة في الاتحاد الدولي وإذا احترمناها يحب أن نلعب في الصيف لكن إذا طبقنا القاعدة 18 أي التفكيرالسليم فيجب أن تقام في الشتاء) بل إن بلاتر ألقى باللوم على اللجنة التنفيذية التي منحت قطر حق الاستضافة 2022 قائلا: (إن أعضاء اللجنة التنفيذية يعلمون جيدا مشكلة حرارة الصيف في قطرالتي كانت مذكورة في التقريرالفني ولكنهم اتخذوا هذا القرار، مضيفا أنه يتعين عليهم تغيير موقفهم الآن من المستحيل أن نلعب كرة قدم في قطر صيفاً) من الواضح تماما أن وراء هذه الحملة أيد خفية تحركها خاصة وأن غالبية الذين صوتوا لقطر(ديسمبر2013) هم الآن خارج المكتب التنفيذي إلى جانب أن المعترضين حاليا على إقامتها في الصيف لن يكونوا في موقع المسؤولية بعد 9 سنوات من الآن أو على الأقل معظمهم ورغم أن ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يؤيد إقامتها في فصل الشتاء ودعا إلى ذلك إلا أن الدوريات الأوروبية والاتحادات الوطنية ومنها الإنجليزي تعارض ذلك لأنه يؤثرعلى برامجها ولا تريد أن تغير من مواعيد الدوري. الغريب أن بلاتر الذي يلوم اللجنة التنفيذية على إعطاء هذا الحق لقطر وأشار أيضا إلى تدخلات سياسية في الملف القطري عندما قال: (إن زعماء سياسيين أوروبيين أوصوا ممثليهم بالتصويت لقطر لأن دولهم ترتبط بمصالح معها) كان ولازال رئيساً للجنة وهذا ما يفسر توجهاته لأهداف انتخابية حيث يأمل الفوز بولاية خامسة تمتد لـ 8 سنوات لأول مرة عندما تحين انتخابات2015 بما يمكنه من حضور المونديال المذكور وهو في منتصف العقد التاسع. ثمة مؤامرة تحاك ضد قطر تدفع لتصادم المصالح مما يؤدي إلى نقل البطولة رغم تكامل الملف القطري وإجاباته فيه حينه على كل الأسئلة بما فيها حرارة الصيف والحلول المبتكرة لذلك ومنها تكييف الكلاعب وهو ما منحه التفوق على ملفات اليابان وكوريا وإنجلترا وأمريكا وأستراليا. الأمر الآخر إن الذين يتحدثون عن قطر2022 نسوا أوتناسوا مونديال البرازيل 2014 وما يعانيه من صعوبات ومشاكل في تكامل المنشآت وحجوزات الفنادق وغيرها ومونديال روسيا 2018 الذي لم يبدأ العمل فيه وتدخلات بوتين (السياسية) بدعمه الملف في حين أن قطر قد بدأت العمل. أقدر حساسية الموقف القطري لكنني أعتقد أنه كان عليها أن تتحرك كما تحركت قبل الاستضافة في مواجهة هذه الحملات وإن كانت في الحقيقة جاهزة صيفاً أوشتاء المهم أن تبقى في قطر يدعمها في ذلك تصريح السيد توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الذي أكد عدم تعارض ذلك مع الأولمبياد الشتوي في بداية 2022. اللجنة التنفيذية ستجتمع اليوم وغدا وسيكون هذا الموضوع على رأس أجندتها وأعتقد أنه سيأخذ وقتاً طويلا في النقاش وشخصياً أتوقع تأجيله إلى 2015 إلى اللجنة التنفيذية الجديدة خاصة وأنها الأقرب لمعايشة الحدث أو أن هذا هو المفروض أن يتم. والله من وراء القصد،،