تلقيت دعوة كريمة من الأخ العزيزأحمد العلولا لحضور حفل تكريم البطل سعود الحقباني ذوالعشر سنوات الذي فاز ببطولة العرب للتنس كأول إنجاز للمملكة في هذا المجال المقرر ليلة البارحة ورغم ارتباطي المسبق بمناسبة اجتماعية إلا أنني حرصت على حضور جزء من الحفل تقديرا له وللبطل. الزميل أحمد قد احتفى بالبطل قبل أيام في حديقة الوفاء المفتوحة في أحد الأحياء بهدف تقديمه للمجتمع والتأكيد على أن رفع اسم الوطن في المجال الرياضي لا يقتصرعلى كرة القدم فقط أوعلى أسماء أو رموز معينة وهي خطوة نابعة من حس وطني واجتماعي تحسب لأبي جواد. قبل أن أكتب هذه الزاوية عدت لمقابلة أجريت مع البطل سعود الحقباني في صحيفة الجزيرة الثلاثاء الماضي 24ـ9ـ2013 لم أعرها اهتماماً كبيرا لكنني عدت لأقرأها بتمعن وفيها تتضح أهمية الثقافة ودورالبيئة في كيفية التعامل مع الموهبة بدءا من إكتشافها وكيفية الاهتمام بها والثقافة التي أتحدث عنها لاتعني الكم المعلوماتي وإن كان يشكل جزءا منها لكنها الأسلوب في التعاطي مع الحدث. سعود ابن العاشرة (ماشاء الله) تحدث بثقة وشرح مسهب لكيفية النجاح وما يتطلبه والنظام الغذائي والمعيشي اليومي..إلخ مما لايستطيع أن يقوله لاعبون تجاوزت أعمارهم وخبرتهم الكروية العمر الزمني لسعود بنفس الفكروالثقافة ولغة التعبير وربما لا يدركون المطلوب منهم في حياتهم الرياضية. بعد أن قرأت المقابلة خطر في بالي سؤال: لو أن (سعود) الذي يقيم مع والده د. فالح الحقباني في الولايات المتحدة حيث يعمل في الملحقية الثقافية السعودية ولد وعاش وتربى هنا هل سيصل إلى ماوصل إليه من مستوى؟ وهل سيحقق هذه النتائج؟ اسمحوا لي لو قلت إنني على ثقة بأنه لن يصل إلى نصف مستواه الحالي. يقول سعود في مقابلته: (اللاعب الجيد يلعب ما بين 25 إلى 30 بطولة سنوياً وحيث إنني أصل في أكثر البطولات إلى أدوار متقدمة فبالتالي ألعب في كل بطولة ما بين 3 إلى 5 مباريات وأحياناً 6 مباريات حسب نتائجي في البطولة وبالتالي فإنني ألعب ما بين 100 ـ 120 مباراة في السنة) ويضيف قائلا: (قد يتبادر للذهن أن أفضل بطولة هي التي حققت كأسها ولكن في هذه المرحلة أظن أن أفضل بطولة هي البطولة التي تؤدي فيها أداءً جيداً وتكون أخطاؤك قليلة لذا أذكرتماماً البطولات التي لم أحقق كأسها ولا أقول خسرتها ولكن المنافس كان اللاعب الأفضل وفاز) هل نستطيع توفيرهذا الكم من المباريات له وهذا النوع من التدريب وهذا المستوى من التفكيرإذا كان أبطالنا يمارسون تمارينهم باجتهادات فردية وفي ملاعب الفنادق ولا تتوفر لدينا الملاعب الخاصة بذلك بالصورة التي تؤهلنا لجذب المواهب وتطويرها. الرياضات الفردية فرصة للتفوق والمواهب فيها كثيرة ويسهل اكتشافها وإذا ما أردنا النجاح فيها علينا أن نعطيها الاهتمام الكافي كما في حالة سعود فكم من المواهب تم وأدها أو ماتت في مهدها لأن ثقافتنا وإمكانياتنا لم تساعدنا على الاهتمام بها ورعايتها. التكريم الذي تم للبطل أثق تماما أنه لا يرتقي إلى المستوى الذي يتناسب وما حققه من نتائج ولكنه على الأقل يشعره بأن هناك من يحتفي به ويقدر له هذا العمل ولوالده الذي يستحق هو الآخرالتكريم الحقيقي وهو تكريم جاء بجهود من اتحاد اللعبة ومن الزميل أحمد العلولا صاحب المبادرة والجهد وهم من يستحقون القدير.. والله من وراء القصد،،