|


عبدالله الضويحي
للتاريخ التكريم الأول والأخير
2013-09-27

في مارس 1978 أقيمت أول دورة للإعلاميين الرياضيين العرب نظمتها إدارة الشباب والرياضة في جامعة الدول العربية بإشراف مديرها الأستاذ أمير الرفاعي بالتعاون مع رابطة الصحافة الرياضية العربية وأقيمت في بغداد لمدة قاربت الأسابيع الثلاثة تخللتها محاضرات نظرية وميدانية على فترتين في كتابة الخبر والتحقيق الصحفي والتحليل وإعداد الصفحة الرياضية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والتعليق الرياضي .. إلخ. وحضرها27 إعلاميا من مختلف الدول العربية من معلقين ومعدي برامج وصحفيين وحاضر فيها أساتذة أكاديميون ودكاترة من الدول العربية من المتخصصين، وفي بداية الدورة أخبرونا أن التقييم سيتم بناء على (50% على الحضور و20% على المناقشة و30% على بحث يتم تقديمه في نهاية الدورة). مثل المملكة في تلك الدورة علي الرابغي وأنا، والرابغي هو زميلي وأستاذي فهو من جيل سبقني، جيل الأساتذة تركي العبدالله السديري ود.هاشم عبده هاشم وخالد المالك. أذكر أنني أزعجت أبا مروان في الليلة قبل الأخيرة من الدورة حيث كنا ننام في غرفة واحدة ولم أكن قد أنهيت بحثي الذي يفترض تقديمه صباحا وأبو مروان قد خلد للنوم واضطررت للعمل تحت إضاءة خفيفة (إضاءة المكتب) ومع ذلك شعرت أنني أزعجته بكثرة الحركة ولملمة الأوراق وذلك من خلال تقلبه على السرير لكنه وهي كلمة حق لم يشعرني بذلك. انتهت الدورة وحصل الأستاذ علي الرابغي على المركز الأول وغسان غريب (الثاني) وسعيد القضماني (الثالث) وهما من سوريا وأنا (الرابع) وكنا الوحيدين الذين حصلوا على تقدير ممتاز. كانت النتيجة مفخرة للصحافة الرياضية السعودية في ذلك الوقت ولنا شخصيا قياسا لخبرة الآخرين المشاركين سواء على مستوى الأفراد أوالصحافة الرياضية في تلك الدول وكان أبومروان فخورا بذلك وبي شخصيا وأحاطني بعبارات الثناء والتشجيع حيث كنت وقتها في بداية سنوات عملي الصحفي. كانت أياما وليالي جميلة تعرفنا فيها على عدد من الزملاء العرب منهم إلى جانب ما سبق فيصل القناعي وجاسم مجلي من الكويت ويوسف برجاوي من لبنان وضياء حسن وصكبان الربيعي ويحيى زكي من العراق وآخرون من بقية الدول العربية لا تحضرني أسماؤهم ـ رحم الله من توفي منهم، وكانت بغداد الأجمل في تلك الأيام بين شارع الرشيد وأبي نواس والمسكوف على نهر دجلة والتكة العراقية وعدنا محملين بحقائب مليئة من الكتب والروايات العربية والعالمية فقد كانت سوقاً رائجة للكتاب حيث كانت مقولة (القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) مازالت سارية المفعول. من الطرائف التي يذكرني بها البرجاوي كلما التقيه وأن أنقل تحياته له الأستاذ علي الرابغي إذ لم يذكر اسمه صحيحاً في أي محاضرة وطوال الدورة حتى في الشهادة التي حصل عليها فمرة يذكر الرابقي وأخرى الرايقي وثالثة الرابضي وأحيانا الرافضي وكانت محل تندرنا مع القناعي على أبي مروان رغم إصراره على تصحيحها في كل مرة. عدنا من بغداد ولقيت مشاركتنا صدى طيباً من الزملاء وأكرمني الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة (الرياض) حيث كنت رئيساً للقسم الرياضي بمضاعفة مكافأتي وتوافق ذلك مع تخرجي من الجامعة وأقام لنا الأستاذ علي بن عبدالله العلي ـ رحمه الله ـ وكان مدير الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك حفلاً تكريمياً في فندق الإنتركونتننتال أفخم فنادق المملكة في ذلك الوقت وكان أول وآخر تكريم محلي أحصل عليه. والله من وراء القصد،،