(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) تذكرت قوله تعالى وأنا أتابع الموقف بين رابطة دوري المحترفين والأندية الأعضاء في الرابطة وحتى لا يأتي من يخلط الأمور ويتهمني بما أنا منه براء أقول إنه يؤتي فضله للأفراد والكيانات وأنه سبحانه دعا إلى المشي في مناكبها إلتماساً للرزق وما حدث بين الرابطة والأندية فيما يتعلق بالعوائد المالية أرجو ألا يتطور ويتحول إلى صراع يصرفها عن دورها الأساس وكما هو معروف فقد قررت الرابطة توزيع العوائد من خلال بابين: أولهما: توزيع نصف العوائد بالتساوي بين الفرق المشاركة في الدوري. وثانيهما: توزيع النصف الآخرعلى الأندية وفق ترتيبها في الدوري. وفي رأيها أن ذلك إنصاف للأندية المتفوقة وتشجيعاً للأخرى فيما تطالب الأندية الصغيرة ويتجاوزعددها النصف والتي كانت ترفض هذه التسمية أو لنقل محدودة الدخل بتوزيع العوائد بالتساوي من باب العدل. السؤال الآن أليس من العدل تكريم المتفوق ومنحه امتيازات أكثر تقديرا وتشجيعا له وتحفيزا لغيره كما يحصل مع الطلبة في المدارس والموظفين في العمل؟ لست مع فريق ضد آخر فلا ناقة لي في هذه العوائد ولا جمل لكنني أتساءل بمنطق: من الذي زاد من دخل الرابطة وتسبب في جلب الرعاة للدوري؟ هل هي الأندية الكبيرة والجماهيرية أم الأندية التي تبحث عن ملاقاة هذه الأندية لتحسن من دخلها؟ هل هي الأندية التي يحضر مبارياتها الآلاف أم التي لا يفي عدد الحضور بمصاريف الملعب وتخرج الرابطة مدينة من المباراة هل يستويان مثلاً؟ والذين يحتجون بأن الأندية الكبيرة لديها رعاة وأعضاء شرف رغم أن الوضع ليس بهذه الصورة إذ لا يوجد ناد لديه راع رسمي أو رعاة حتى الآن باستثناء ناد واحد وجميع أنديتنا تقوم على عضو شرف واحد أو رئيس يستجدي أو يصرف من جيبه وحتى لو.. فما ذنب النادي الذي يملك أدوات وإمكانات التسويق لذاته من قاعدة جماهيرية ونتائج وإدارات ناجحة بأن نحرمه من حق مكتسب لأن لديه ما يفي بالغرض؟ وهل مصاريف هذه الأندية الواقعة في مدن كبرى على المعسكرات وعقود ورواتب المدربين والمحترفين تتساوى مع التي تطالب بمساواتها في توزيع العوائد والتي تقع في مدن صغيرة لا يتجاوز تعداد سكانها جماهير أحد هذه الأندية مع احترامي وتقديري الشديد؟ وهل الهدف من المشاركة تحقيق البطولات أم تقديم رسالة للمجتمع؟ أما الاحتجاج بالدوري الإنجليزي فمتى ما وصلنا إلى عوائد هذا الدوري يحق لنا أن نطالب بالمساواة ومشكلتنا أننا مع ما يتفق ومصالحنا ولو كان الدوري الإنجليزي يطبق أسلوباً لايوافق رأينا لانتقدناه. ولماذا لا ننظر للدوري الأسباني الذي يعطي ريال مدريد وبرشلونة 70% باعتبارهما السبب الرئيس في تسويق الدوري؟ ليس هناك قانون وضعي يرضي الجميع لكنني أرى أن قرار الرابطة هو الأقرب للعدل أوعلى الأقل يحقق الحد الأدنى أما المطالبة بالتصويت فهو في نظري ليس مقياسا للعدل بقدر ما هو تغليب لرأي حتى لو تعارض مع المصلحة العامة وكذلك التهديد بالانسحاب فهو لا يخدم الوضع والمفروض الدعوة لكلمة سواء تتبنى المنطق والواقعية. سأختم بحقيقتين: ـ الذين يقولون إن المساواة تسهم في رفع مستواهم فإن الفتح خير رد فقد حقق البطولة بأقل ميزانية وبكفاءة في إدارة شؤونه وهوالآن سيحصل على أكبرعائد من الموسم الماضي. ـ ليس شرطاً أن المساواة تعني العدل، بل إن العدل الحقيقي هو في إعطاء كل ذي حق حقه. والله من وراء القصد،،