وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزعلى تقديم الجهات الحكومية المختصة اللازمة لدعم استكمال ملف السعودية واستكمال بنوده ومتطلباته لاستضافة بطولة كأس أمم آسيا 2019 لأول مرة، لتعلن السعودية منافستها للإمارات وإيران على الاستضافة بعد انسحاب بقية الدول.
هذا الملف الذي ظل مفتوحا والضمانات التي كانت أسيرة للبيروقراطية أكثرمن ستة أشهرانتهت بمجرد وصول الأمرإلى ولي الأمرخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وهي البشرى التي زفها الأميرنواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية لشباب هذا الوطن.
لن أتحدث عن الملف فذاك شأن آخر، لكن مالفت نظري وربما كثيرين تزامن الموافقة مع احتفالاتنا باليوم الوطني الـ 83 للمملكة العربية السعودية، وهومايؤكد أن اليوم الوطني ليس احتفالات تقام ورقصات تؤدى وتقاريرعن إنجازات حضارية وتنموية وهذه وإن كانت نوعا من التعبيرعن الإحساس بهذا اليوم والاحتفاء به إلا أنه في حقيقته عطاء متوارث بين القيادة والشعب يقدم لهذا الوطن وشعورمتبادل بالانتماء إليه.
عطاء معنوي تترجمه مشاعرالانتماء والولاء.
وعطاء حسي يتمثل في الإسهام بتنميته كل من موقعه ومسؤوليته.
وشعوريؤكده الإيمان بقيمه ومعتقداته.
شعوريتراءى في صيانة مكتسباته والمحافظة على مدخراته.
الوطنية ليست شعارا نرفعه وقت نشاء وكيفما نشاء.
الوطنية ليست ثوبا نطرزه بألوان زاهية وبمقاسات محددة نلبسه من نشاء ونخلعه عمن نشاء.
الوطنية ليست في نقد مفتوح لكل مانراه ومالا نراه والسيرفي ركب الشامتين المتغنين بعيوبه المتراقصين على أخطائه في توجه ظاهره الإصلاح وباطنه تفتيت اللحمة وتفكيك البنية الأساسية للوطن.
الوطنية هي في إدراكنا أن يوم الوطن تذكيرفقط بأن نعي قيمة الوطن وكيف نعبرعن ولائنا لهذا الوطن.
الوطنية سلوك وثقافة وإدراك لمعنى (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وقيمة الراية التي تتشرف بها.
كيف نتصرف في يوم الوطن وكيف نتعامل معه وكيف نعبرعن ولائنا وحبنا له؟ كيف نحترم هذه الراية ونعبرعن إيماننا بما تحمله؟
لا أحد يشكك في وطنية البعض وإن أخطأوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ولا أحد يقلل من ولاء البعض وإن لم تبد عليه مظاهرالانتماء.
عندما يكون النقد للإصلاح فهونوع من الوطنية.
وعندما يكون الانتماء في القلب والروح فهوتعبيرعن الولاء.
83 عاما
أكدت هذه الحقائق وترجمت هذه المشاعرمكونة أعظم وحدة في التأريخ المعاصر.
83 عاما
من الحب والولاء المتبادل أرست دعائم هذا الكيان وجسدت وحدته.
83 عاما
من الاستقراربمعناه العام ومفهومه الشامل في عالم يعيش تقلبات سياسية وتقوده نزعات فردية وأيدلوجيات فكرية أفقدت البعض هويته وحريته وقيمته الإنسانية.
83 عاما
تفرض علينا الإخلاص في القول والعمل تجاه الوطن.
83 عاما
من الأمن والأمان توجب علينا الشكرلتدوم هذه النعم.
(من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا .. الحديث) هكذا يلخص المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يجب أن تكون عليه نظرتنا للحياة ولهذه الدنيا في عمومها، وأن منتهى النعمة الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان والقناعة بما قسم الله.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان واجعلنا من الشاكرين، اللهم احفظ بلادنا من كل كاره وحاقد ومتربص، واحفظ قيادتنا وشعبنا ووطننا من كل مكروه.
والله من وراء القصد.