تفتتح اليوم رسميا دورة ألعاب التضامن الإسلامي الثالثة عدديا والثانية تنفيذيا والرابعة منطقيا في نظري، ولهذه الأرقام مبرراتها وتفسيرات نأتي عليها بعد قليل. الدورة التي بدأت بعض منافساتها قبل أيام شأنها شأن الدورات الكبرى سوف يفتتحها الرئيس الإندونيسي بحضورالأميرنواف بن فيصل الذي سيلقي كلمة في الافتتاح تعتبرجزءا من البروتوكول الرسمي للدورة باعتباره رئيس اتحاد التضامن الإسلامي واعتبارالمملكة الراعي والمتبني له منذ تأسيسه قبل ثلاثة عقود. يرى البعض أن الدورة غيرمهمة وأنها تعيق الكثيرمن برامجنا كونها غيرمعترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية وهذا صحيح لكن هذا لايعني عدم الاستفادة منها في رفع مستوى الألعاب المختلفة ألتي قد لاتتأثربرامجها بالمشاركة فيها، أما مايتعلق بكرة القدم فيمكن المشاركة بالمنتخب الأولمبي كنوع من الإعداد له وفق أسس وضوابط معينة حتى لا يتكررماحدث. لنترك هذا جانبا وننتقل لما هوأهم: اتحاد التضامن الإسلامي تأسس في المملكة عام 1985 برئاسة الأميرفيصل بن فهد يرحمه الله ثم انتقلت رئاسته للأميرسلطان بن فهد ثم الأميرنواف بن فيصل حيث تحتضن المملكة مقرالاتحاد وتتبناه انطلاقا من واجبها كقبلة للإسلام والمسلمين. وفي ذلك العام استضافت مكة المكرمة أول دورة ألعاب رياضية في عهد الاتحاد بعد تأسيسه ومنه أخذت الاسم وافتتحها الأميرعبدالمجيد بن عبدالعزيزرحمه الله أميرمنطقة مكة المكرمة آنذاك وشارك فيها 700 رياضي مثلوا54 دولة فيما يشارك في هذه الدورة حوالي4 آلاف مابين رياضي وإداري وإعلامي يمثلون 45 دولة وهذا التنامي في الأعداد يؤكد أهميتها وأنها تأتي كأكبرتجمع رياضي عالمي بعد الأولمبياد حيث يضم مايقارب 60 دولة من أربع قارات هي آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية. العالم الإسلامي اليوم وفي ظل التقلبات السياسية والظروف القائمة أحوج مايكون لوحدة الصف واتفاق الكلمة، وتأتي هذه الدورة ساحة مثالية ومناسبة لتحقيق هذا الهدف ومن هنا يأتي تبني المملكة لها ودعمها حفاظا على وحدة الكلمة واتفاق الرؤية في العالم الإسلامي. الأكثرأهمية استثمارنا لهذه الدورة في نقل الصورة الحقيقية للإسلام إلى العالم وتوضيحها كدين محبة وسلام وهومايسعى إليه الأميرنواف بحكم علاقاته الجيدة وعضويته في لجنة العلاقات الدولية في اللجنة الأولمبية الدولية. نحن ندرك صعوبة المهمة وندرك نظرة اللجنة الأولمبية الدولية للدورة لكن توضيح أهدافها الحقيقية قد يؤدي إلى اعتراف المجتمع الدولي بها ككيان أوتجمع قائم لإكسابها المزيد من الأهمية وإن لم توضع على أجندته كأمرطبيعي، ولعل وجود كفاءة مؤهلة وخبيرة مثل الأستاذ فيصل النصاركأمين عام للاتحاد بما يملكه من علاقات وخبرات إدارية يسهم في ذلك وهوالذي عمل على إعادة الحركة للاتحاد وبعث النشاط والحيوية فيه من خلال عودة الدورة من جديد بعد توقف أكثرمن عشرين عاما. وتوضيحا لما قلت في البداية فإن أول دورة إسلامية للألعاب الرياضية أقيمت 1980 في أزميرالتركية وشاركت فيها المملكة قبل تأسيس الاتحاد، وفي عام 1985 أقيمت أول دورة بعد تأسيسه في مكة المكرمة ولهذا سميت دورة ألعاب التضامن، وكان من المفروض أن تقام الدورة الثانية في طهران 1989 لكنها لم تتم بسبب ظروف المنطقة آنذاك، والآن تقام الدورة الثالثة ولهذا أرى أن من المنطق اعتماد الدورة الأولى أوأن تذكرفي السجلات كنوع من التأريخ حتى وإن سبقت تأسيس الاتحاد. والله من وراء القصد.