في زاوية أمس قلت إن على الاتحاديين أن يشكروا الله أولا ثم لجنة الاحتراف في اتحاد كرة القدم على تشددها في موقفها ما أسهم في حل الكثير من مشاكله والتزاماته المالية والحقيقة أننا جميعا وكل الأندية وتحديدا المحترفة علينا أن نشكر اللجنة على موقفها وتعاملها مع الجميع وتمسكها بالنظام واللوائح. هذا الموقف وشعورالأندية بجدية اللجنة في تطبيقها جعلها تسارع إلى حل مشاكلها وتسديد مديونياتها، بل إنه من جانب آخر حفظ للاعبين والأجهزة الفنية حقوقهم بتسديد رواتبهم بصورة منتظمة وعدم تعطيلها أوتأخيرها لعدة أشهر. لجنة الاحتراف وهي واحدة من أربع لجان هي بالإضافة إليها المسابقات والانضباط والمنشطات تتعامل مباشرة مع الأندية واللاعبين وبالتالي فهي الأكثر أهمية والأكثر متابعة من قبل المراقبين وذوي الشأن لذلك فعملها وقراراتها دائما ما تكون تحت المجهر إلا أن الاحتراف كانت الأكثر حضورا في الأيام الماضية والأكثر متابعة لأن الموسم على بدايته والأندية في سباق مع الزمن لتسجيل لاعبين جدد تبدأ بهم الدوري وهو ما لن يتحقق دون شهادة براءة ذمة من اللجنة. هذه الشهادة هي التي كانت حديث الشارع الرياضي في الأيام الماضية والمحك الحقيقي للجنة جديدة وعهد جديد في التعامل مع الأندية. نجحت لجنة الاحتراف في بداية عملها وأثبتت جدارتها لأسباب ثلاثة في نظري: ـ أنها جاءت من خارج المؤسسة الرياضية أو بلغة أخرى لم يسبق لأعضائها العمل في هذه المنظومة وبالتالي جاءت برؤى جديدة وبفكر جديد ودافعية للعمل تبحث من خلاله عن إثبات الوجود. ـ أن جميع أعضائها ممن عملوا في الأندية وفي ذات المجال أي أنهم خرجوا من رحمها وبالتالي فهم الأدرى بمشاكلها والأقرب لمعرفة ما يناسبها من لوائح ويتماشى مع فكرها والتعامل مع هذا الفكر وهذه الثقافة. ـ منح اللجنة الاستقلالية التامة والحرية في التعامل مع قضاياها دون ضغوط أوتدخل في عملها المنطلقة من استقلالية اتحاد كرة القدم كمنظومة من المؤسسة الرياضية وهذا ما تمثل في موقف رئيس مجلس إدارة الاتحاد الأستاذ أحمد عيد عندما حاولت بعض الأندية تجاوز لجنة الاحتراف أوطلب تدخله لحل بعض قضاياها مع اللجنة. تعاملت لجنة الاحتراف مع91 مطالبة مالية تركزت في رواتب اللاعبين ومقدمات عقود وتعويض وعمولات استطاعت أن تجبر الأندية على حل أكثرمن 95% منها وعجز ناديان فقط من الدرجة الأولى (دوري ركاء) عن تقديم سداد مسيرات الرواتب للاعبين وقدمت تقريرا وافياً وكافياً عن ذلك أمام الإعلام ومنسوبي الأندية بما يؤكد شفافيتها ووضوحها في التعامل مع الجميع قاطعة الطريق بذلك على أي محاولة للتشكيك في قراراتها وهذا ما يجعلنا نثق أن فترة التسجيل الثانية قد لا تشهد الكم نفسه من القضايا المطروحة عليها خاصة ما يتعلق بالحقوق المالية على الأندية. لجنة الاحتراف وهي بهذا التعامل تحفظ الحقوق المادية للاعبين ووكلائهم والأندية أيضا فهي غير ملزمة بتحديد الطريقة التي يحصل بها الطرف الآخر على حقه وهو المتبع في جميع القضايا الحقوقية المادية حتى خارج المنظومة الرياضية طالما وافق صاحب الحق على ذلك. واللجنة بهذا لا تحفظ حقوق هؤلاء فقط بقدر ما تحفظ أيضا حقوق الأندية بحمايتها من الوقوع في أزمات مالية تعيقها عن تنفيذ برامجها وتدعيم صفوفها بالعناصروالكفاءات المحلية والأجنبية جراء تراكم المديونيات. شكراً للأندية على تجاوبها وتفهمها. شكراً لجنة الاحتراف. والله من وراء القصد،،