في نهاية نوفمبر1978م أقيمت دورة الألعاب الآسيوية الثامنة في بانكوك وشاركت فيها المملكة لأول مرة بوفد كبير يعتبر الأضخم في تاريخ الرياضة السعودية آنذاك شمل جميع الألعاب برئاسة الأمير فهد بن سلطان (أمير منطقة تبوك حاليا) وكان وقتها نائباً لرئيس اللجنة الأولمبية ونائباً لرئيس اتحاد القدم ومشرفاً على المنتخب، ووفد إعلامي كبير من جميع الصحف المحلية والإذاعة والتلفزيون.
كانت المملكة تشهد طفرة كبرى في مختلف المجالات ومنها الرياضة التي بدأت الانفتاح على العالم الخارجي ولهذا جاءت هذه المشاركة بهدف الاحتكاك وكسب المزيد من الخبرات مع الدول الآسيوية التي سبقتنا إداريا وفنيا في هذا المضمار.
الوفد الإعلامي كان برئاسة الأستاذ علي بن عبدالله آل علي (رحمه الله) مديرالإعلام والنشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك. بعضنا من حديثي التجربة ومنهم من يسافر لأول مرة في مهمة صحفية وربما في رحلة خارجية أذكر منهم الزملاء صديق جمال الليل (اليوم) وعلي الرابغي (البلاد) وسليمان العصيمي(الرياض) وفوزي خياط (الندوة) وعبدالعزيز شرقي(المدينة) ومحمد العمر و(اليمامة) ومحمد العوام (الجزيرة) وعابد الحربي (اقرأ) ويونس إسحق(عكاظ) وعثمان المنيع وعبدالله الضويحي كممثلين للمملكة في المؤتمر التأسيسي للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية كما حضر بدعوة من الأمير فهد الأستاذ عثمان العمير الذي كان قد ترك الصحافة الرياضية منذ 3 سنوات وغادر إلى لندن كمدير لمكتب جريدة الجزيرة هناك لكنه لم يهجرالرياضة بعد وكان لوجوده دور في إشاعة جو من المرح والمواقف واستفاد كثيرون من تواجده بحكم خبرته في هذا المجال.
كان الهاتف وسيلة الاتصال الوحيدة في تلك الفترة حتى الفاكس لم يكن متوفرا لذا يتم إرسال الصور مع أحد الركاب المغادرين إلى المملكة أو طاقم الطائرة حيث يستقبلهم أحد الزملاء في المطار لاستلامها أما التغطية الصحفية فكانت على جانبين:
ـ كعادتنا في الدورات الكبرى المشتملة على عدة ألعاب فمن الصعب متابعتها جميعها حيث تتولى وكالات الأنباء العالمية المهمة وتقوم بتغطيتها وبثها أولا بأول لمشتركيها عبرالتلكس ومن ضمنهم الصحف ولهذا تصل أخبارها بصورة أسرع وأكثر تفصيلا.
ـ الأخبارالرسمية للوفد ومتابعة الفرق السعودية ومن ضمنها القدم يتولى الموفد إعدادها ثم ينتظرفي غرفته ساعات حتى يأتيه اتصال من جريدته ويبدأ يملي على زميله ما لديه من أخبار عبر الهاتف ثم يتولى الزملاء في مقر الجريدة فرزها مع ما حصلوا عليه من الوكالات وتنسيقها وإعدادها ونشرها كرسالة صحفية من المندوب وكثيرا ما يقع هذا المندوب ضحية اجتهاداتهم.
كان فارق التوقيت حيث تسبقنا تايلاند بـ 4 أو5 ساعات في صالحنا صحفيا إذ تنتهي الأحداث والمسابقات في وقت مبكر بالنسبة للمملكة مما نتمكن معه من تغطيتها لكنها ليست كذلك من حيث حياتنا اليومية على العكس فيما لو كان الحدث في الغرب.
هنا ننتهي من مهمتنا الصحفية في وقت متأخر من الليل فيبدأ البحث عن العشاء وجلسة الاسترخاء والبلوت والسهر في إحدى الغرف والطلبات التي لا تنتهي وتبادل الخبرات في جو تسوده الألفة والمحبة والروح العالية بين الزملاء حيث تكون مثل هذه البعثات فرصة للتعارف أكثر والتقارب فيما بينهم فتشرق الشمس مبكرة على البعض ليقودهم الأستاذ عثمان العمير عرابهم في تلك الرحلة لفطور خارج الفندق ثم العودة فمنهم من تأخذه نومة طوية ومنهم من يصحو قبل الظهر لتبدأ رحلة البحث عن مادة صحفية لجريدته غدا وكثرا ما أعطى نسخة منها لزميله الذي (راحت عليه نومة).
حفلت تلك الدورة بالكثير من المقالب والأحداث الغريبة سأتناولها الأسبوع المقبل بإذن الله.
والله من وراء القصد،،