عندما يبدأ الموسم الرياضي يفترض أن يكون النادي بكامل جاهزيته إداريا وفنياً، ومن الطبيعي أن فرق النادي المختلفة ومنها كرة القدم هي جزء من هذه المنظومة ونعني إدارة مستقرة للنادي وللفريق وجهاز فني ولاعبون بمعنى اكتمال عناصرالفريق وجاهزيتهم الفنية والبدنية وخلوهم من الإصابات عدا ما هو طارئ أو يحتاج لوقت طويل من العلاج والتأهيل. الشيء الوحيد الذي تدخل به أنديتنا الموسم في كامل جاهزيته هو الجهاز الفني وحتى هذا الجهاز في أحيان كثيرة يأتي التعاقد معه في وقت متأخر مما لا يمكنه من التعرف على اللاعبين وإمكاناتهم قبل بدء الدوري وأحيانا يتم الاستغناء عن خدماته بعد مضي ربع الدوري أوأقل. ـ يبدأ الدوري وبعض الأندية تعاني من إصابة عدد من لاعبيها. ـ يبدأ وبعضها لم تستكمل بعد عناصرها وتسد خاناتها وتسجل محترفين جدد أجانب أومحليين. ـ يبدأ وقد ورثت بعض الأندية تركة ثقيلة من إدارات سابقة ويضيع وقتها وجهدها بين بحث عن حلول لهذه المشاكل وإعداد الفريق وتقف أحيانا عاجزة عن تسجيل لاعب واحد فقط وأمامها جمهورلايرحم ولايقتنع إلا بالنتائج. هذا الموسم على سبيل المثال كم عدد المصابين حاليا الذين تعاني منهم الأندية؟ في كل ناد ما لا يقل عن 3 أو4 لاعبين مصابين وبعضهم وصل العدد إلى7 بمتوسط 5 لاعبين أو4 في كل فريق. يحدث هذا ونحن ما زلنا في ألف باء الدوري وقد لعب كل فريق جولتين فقط ولاحظوا أنه دوري (محترفين) وهذا الوضع يطرح علامة استفهام كبرى فهذه الإصابات: ـ إما أنها من الموسم الماضي ولم تتم معالجتها خلال فترة الإجازة. ـ أو جديدة في أولى مباريات الموسم وهذا يعني عدم إعداد اللاعب وتجهيزه بصورة سليمة. إذا ماذا كانت هذه الأندية تعمل أثناء الإجازة وكذلك اللاعب ؟ ينظراللاعب للإجازة على أنها (إجازة من كل شيء) فهو يخلد إلى الراحة والمتعة بكل أبعادها ويتغير برنامج حياته في كل شيء حتى في نظامه الغذائي ليعود منها بـ (عفش زائد) فتبدأ الأندية بمعالجة المصاب ويصاب لاعب جديد. هذا اللاعب لايدرك أن الإجازة لا تعني الانقطاع النهائي عن الرياضة والانصراف نحو الملذات بقدر ما تعني البعد عن الضغوط النفسية والإعلامية وحمى المنافسة وجو المباريات والعودة إلى العائلة والأجواء الأسرية والأصدقاء ومزاولة حياته بحرية وخصوصية وممارسة ما يمتنع عنه أثناء الموسم أو يتقيد به. نحن لا نريده أن يزاول الرياضة أثناء الإجازة كما كان خلال الموسم ولكن على الأقل ألا ينقطع عنها نهائيا وأن يحتفظ بجزء من مخزونه اللياقي والبناء الجسماني. المشكلة أن هذا الخلل في حياة اللاعب لدينا ليس في الإجازات فقط بل حتى في أثناء الموسم الذي يفترض أن يكون فيه أكثر انضباطا حيث يحلو السهر و عدم التقيد بنظام غذائي صحي وممارسة الكثير من العادات السيئة التي تعود على الإنسان في عمومه بالضرر ناهيك عن الرياضي الذي تؤثر على مسيرته كلاعب. الأندية ليست مسؤولة عن مراقبة اللاعب ومتابعته في إجازته وخارج أسوار النادي لكنها مطالبة بتطبيق النظام عليه ومعاملته كمحترف وإذا كان هذا اللاعب يفتقد للثقافة التي تمكنه من إدراك مسؤوليته فإن بعضاً منهم كالطفل يحتاج لقرصة أذن أو عين حمراء وفي بعض الأحيان ضرباً غير مبرح لكن المشكلة عندما تكون الأندية هي من يحتاج ذلك. والله من وراء القصد،،