في سلسلة زوايا عن انتخابات الاتحادات الرياضية التي جرت مؤخرا وصلت إلى الإجابة على سؤال (وماذا بعد) حيث تحدثت عن تعيين الأعضاء ومراعاة الكفاءة والمؤهل وحاجات الاتحاد التي قد لا تتوفر في العضو المنتخب وأهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، مشيرا إلى أن وجود موظفين من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أعضاء في هذه الاتحادات وضمن الوفود الرياضية لها لم يعد مبرراً في ظل الأوضاع الحاالية متسائلاً عن تقييم الاتحادات ونتائجها وأهمية محاسبتها على أنه لابد من التوقف أكثرعند موظفي الرئاسة، فالقضية لا تتعلق بالتأهيل والكفاءة التي تحدثت عنها بالأمس ولكن أيضا في إعاقتهم لعمل الاتحاد وبرامجه خاصة المحاسبين أو أمناء الصناديق فقد حدثني أكثر من رئيس اتحاد أو بعثة عن معاناتهم مع هؤلاء ورفضهم أوامرهم فإذا كان رئيس الاتحاد أو رئيس الوفد غير مؤهل لايعرف المطلوب وغير المطلوب فهو غير مؤهل لهذا المنصب من الأساس، وإذا كان ولابد من هؤلاء خاصة في البعثات وأعني المحاسبين فالمفروض أن يعرف حدود صلاحياته وأن يكون دوره تنفيذياً فقط وهذا لايعني أن جميع موظفي رعاية الشباب غير مؤهلين ففيهم من هو على مستوى عال من الكفاءة والمسؤولية والثقة بأن يكون عضوا أو مسؤولا في أي اتحاد أو بعثة رياضية وهو ما يقودنا إلى ما هو أكثر أهمية وهو ميزانية الاتحاد التي لاتتجاوز المليون ونصف المليون ريال وربما أقل ومبلغ كهذا لايغطي المصاريف الإدارية بل في اتحاد كالدراجات مثلا لا تكفي لتأمين دراجات لأفراد المنتخب وصيانتها وفي اتحاد كالسيارات ربما لا تغطي تكاليف سيارتين أو ثلاث وغيرها من الاتحادات الأخرى التي تحتاج لصالات تدريب ومعسكرات وبعض الألعاب تحتاج لعدد من المدربين ربما يتساوى مع عدد اللاعبين.
في مدينة مثل الرياض العاصمة حيث مقر الاتحادات الرياضية يوجد فقط صالتان تابعتان لرعاية الشباب ومسبح أولمبي إحداها في مجمع الاتحادات الرياضية وأنشئت منذ أكثر من 30 عاما والأخرى في ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز وهي صالات متعددة المنافع تمارس فيها جميع الألعاب عدا ما يمارس في الهواء الطلق من رياضات وهي قليلة وصالات الأندية كذلك واللاعبون خاصة في الألعاب الفردية يمارسون اللعبة وفق جهودهم الشخصية في بعض الفنادق أو الملاعب الخاصة وقد يضطرون لتجهيز أنفسهم وشراء أدواتهم الرياضية لعدم قدرة الاتحاد على تأمينها باستمرار وبالكميات المطلوبة أو وفق المستوى المطلوب.
كل ما عملناه من انتخابات سيظل نوعاً من (البروباغندا) أو البهرجة الإعلامية لاتلبث أن تنتهي ونعود لما كنا عليه وإذا ما أردنا فعلا النهوض بالرياضة ومسايرة الآخرين علينا أن ننفق عليها بسخاء لأنها استثمار في الشباب أولا وقبل كل شيء.
هناك من يتساءل عن التمويل الذاتي بمعنى البحث عن رعاة رسميين كما في دول أخرى وهذا صحيح لكن المعلن أوالراعي الرسمي يبحث عن أكبر قاعدة من الجمهور المستهدف ووضع الاتحادات الحالي ونتائجها لايشجع ناهيك من أسباب أخرى تتعلق بثقافتنا في هذا المجال والعلاقة في مجتمعنا بين الرياضة والاستثمار.
علينا أن ندعم الرياضة والاتحادات الرياضية أولاً حتى تقف على قدميها وتتمكن من نشر اللعبة وتوسيع قاعدتها وحينها يأتي المعلن أو الراعي الرسمي طواعية دون البحث عنه.
لم يغب عن بالي وأنا أتحدث عن العلاقة بين وزارة المالية ورعاية الشباب ونظرة البعض للرياضة وللرعاية بالذات وهنا أقول وأؤكد ادعموا وراقبوا وحاسبوا.
وهذا له موضوع مستقل ربما في الأسبوع المقبل.
والله من وراء القصد،،