وماذا بعد الانتخابات؟ هذا السؤال طرحته في ختام زاويتي أمس بعد أن تحدثت على مدى يومين عن الانتخابات الرياضية في دورتها الثانية التي ظهرت بصورة أفضل من حيث التنظيم وانسيابية العمل بتلافي بعض السلبيات من الدورة الماضية مبدياً بعض الملحوظات واستمرار بعض السلبيات خاصة ما يتعلق بكفاءة المرشحين وثقافتهم في اللعبة. الآن انتهت المرحلة الأولى من تشكيل الاتحادات الرياضية وهي انتخاب نصف الأعضاء والمنتظر اعتمادها من الرئيس العام لرعاية الشباب وربما تكون قد اعتمدت مع ظهور هذه الزاوية. والإجابة على التساؤل الذي طرحته في بداية الزاوية يأتي من ناحيتين تتعلق إحداهما بتعيين الرئيس ونصف الأعضاء والأخرى بآلية العمل المستقبلي للاتحادات. أولاً التعيين تنص لائحة الانتخابات على تعيين رئيس الاتحاد ونصف الأعضاء من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب وأعتقد أن هذه المرحلة هي الأهم. فإذا كانت الانتخابات كما يعلم الجميع وكما أشرت في اليومين الماضيين ليس شرطاً أن تأتي بالأكفأ أو بالمتخصص وصاحب الخبرة فإن هذا دورالتعيين بأن يتم فحص جميع الأسماء التي تم انتخابها كل اتحاد بمفرده ومدى كفاءة الأعضاء ومجال تخصصهم وخبرتهم إذا ما كانت حاجة الاتحاد لخبرات فنية أو تخصصية أو إدارية وغيرها ومن ثم تعيين أعضاء هذا الاتحاد وفق هذا المنظور. المفروض أن نبتعد عند التعيين عن المجاملات وتقديم عضوية مجالس الاتحادات وكأنها منح توهب تقديرا للبعض أو منفعتهم وأن ننظرللمصلحة العامة ومصلحة اللعبة كما في الدورة الماضية التي لم تخل من ذلك في بعض الاتحادات إن لم يكن في معظمها. سألت رئيس اتحاد ذات يوم عن أحد اعضاءه فوجئت بوجوده وأعرف عدم كفاءته ناهيك من عدم فهمه في اللعبة فقال لي بالحرف الواحد: مفروض علينا .. قالوا لي عندنا شخص لابد من تعيينه في أحد الاتحادات. وفي دورة سابقة تم تعيين عدد من الأكاديميين والتربويين في رئاسة مجالس إدارة بعض الاتحادات البعض منهم فوجئ بتعيينه دون استشارته إلا في دخوله لعضوية الاتحادات لكن أي اتحاد؟ لم يكن لديه علم بذلك بمعنى أنه كان يعلم بدخوله الاتحادات لكنه فوجئ بتعيينه رئيساً لاتحاد ما على مجموعة من الأعضاء لا يعرفهم، حتى بالنسبة له لم يكن لديه دراية أو خبرة باللعبة التي يرأس اتحادها. صحيح أن القيادي ليس شرطاً أن يكون متخصصاً بقدر ما يملك الإمكانات على توظيف قدراته الإبداعية وثقافته الإدارية على إدارة المجموعة وصناعة النجاح، لكن قلة هم الذين يملكون ذلك وفي مجالات معينة أما المجال الرياضي فالتخصص أو على الأقل الخبرة في هذا المجال شرط أساس للنجاح فيه. ومن هنا لابد من مراعاة أمرين أساسيين عند التعيين: ـ أن تكون لديه الخبرة الكافية في مجال اللعبة إما ممارساً لها أو مهتماً بها أو متابعاً بمعنى أن يكون محباً لهذا المجال حتى يعمل فيه عن رغبة وإخلاص. ـ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب برغبته واختياره لأن هذا يعطيه الدافعية للعمل وقابليته وفي الوقت نفسه فهو أحد السبل لمحاسبته عند التقصير فيما سيجد لنفسه العذر فيما لو تم عكس ذلك وهو غير ملوم. تبقى نقطة هامة وهي المتعلقة بأعضاء الاتحادات المنتسبين لرعاية الشباب وهذه لها وقفة غداً بإذن الله مع الحديث عن آلية العمل المستقبلي في الاتحادات. والله من وراء القصد،،