|


عبدالله الضويحي
الدوري طويل سلمه
2013-08-19

يبدو أننا سنكون أمام دوري ساخن ومثيرهذا الموسم. الأندية استعدت بمعسكرات خارجية وتسجيل عناصرجديدة واجهزة فنية .. إلخ هذه العبارات أوالعناوين اعتدنا سماعها من المحللين والنقاد وبعض مسؤولي الأندية مع بداية كل موسم لا أقول منذ موسم أوموسمين ولا حتى ثلاثة بل يمكن استبدال كلمة (موسم) بـ (عقد) من الزمن. ولا أعرف تفسيرا دقيقا لمعنى السخونة هذه أوالإثارة لدى هؤلاء وربما كانت النظرة نسبية في تقييم الأمرفعندما نقول ساخنا أومثيرا يفترض أن تستمرهذه السخونة والإثارة في الدوري إلى مراحله النهائية بين أكثرمن فريق من الفرق القائدة والأكثرإمكانيات واستعدادا. على أن مايحدث على أرض الواقع أن الدوري يتحول إلى شجرة في موسم الخريف ما تلبث أوراقها أن تتساقط واحدة تلوالأخرى حتى إذا ما أشرف على نهايته لمحت الجذع واقفا بكل شموخ عاريا إلا من ورقة أو ورقتين. ومنذ عقدين من الزمن تقريبا وتحديدا بعد موسم 1994ـ1995 وأندية ثلاثة فقط هي التي تقود ركب الدوري وتتبادل مركزالقيادة بينما يكتفي الآخرون بالمنافسة على التمثيل الخارجي. الاستثناء الوحيد كان الموسم الماضي عندما كسرالفتح من الأحساء هذه القاعدة بل وقاعدة الدوري في عمومه وفازببطولته. الدوري عادة هوالمحك الحقيقي ــ كما يقولون ــ لنجاح أي فريق وتقييم عطائه خلال الموسم ولهذا فإن بطولة الدوري تتطلب فريقا بمواصفات معينة يأتي في مقدمتها الاستقرار الفني والإداري والإمكانات المادية والفنية مع القدرة على استثمار هذه الإمكانات وترجمتها بصورة صحيحة ومن هنا نجد أن الفرق الفائزة ببطولته قليلة نسبة لعدد الفرق المشاركة فيه وهو ماينطبق على الدوريات العالمية. في الدوري المحلي على سبيل المثال 7 أندية فقط فازت به على مدى ما يقارب 40 موسما تمثل ربع عدد الفرق التي شاركت فيه على مدى تأريخه وربما أقل هي الهلال والأهلي والنصروالاتفاق والشباب والاتحاد والفتح وبنسب متفاوته يأتي في مقدمتها الهلال بل إن فرقا كالأهلي والاتفاق والنصر وهي من أوائل من فازوا به غابت عنه سنوات فالأهلي فاز به مرتين آخرها 1984 (منذ 30 عاما) والاتفاق مرتين آخرها 1987 (منذ 27 عاما) والنصر5 مرات آخرها 1995 (منذ 19 عاما) ومنذ موسم 1995ـ1996 وعلى مدى 18 موسما سيطرالهلال والاتحاد على بطولة الدوري عدا 4 مواسم 3 منها للشباب وواحد للفتح ومنذ عودة الدوري إلى أسلوبه التقليدي المعروف موسم 2007ـ2008 فازالهلال بثلاث بطولات وتقاسم الاتحاد والشباب والفتح الثلاث الأخرى. ويبدو أن لاجديد يلوح في الأفق حول بطولة الدوري هذا الموسم بمسماه الجديد دوري عبداللطيف جميل إذ يتوقع كثيرمن المراقبين والمحللين حصرها في الهلال والشباب بناء على استعدادات الفريقين وعطاءاتهما في المباريات الودية والاستقرار بمعنى أنهما يملكان مقومات الفريق البطل يليهما النصركأقرب المنافسين والأهلي. النصرهذا الموسم من أكثرالأندية استعدادا وطموحا في نيل اللقب من خلال استعداده المبكروتعاقداته ودعم صفوفه بالعديد من العناصروربما يتأثربالضغوط النفسية ومطالبته بالبطولة ووعوده للجماهيروخبرة لاعبيه في التعامل مع البطولات وسياسة النفس الطويل وعدم اتضاح الرؤية حول مستويات لاعبيه الأجانب. الدوري صعب وطويل سلمه إذا إرتقاه الذي لايفهمه زلت به إلى الحضيض قدمه أراد أن يعربه فأعجمه مع تقديري للشاعر وتحويرالبيت باستبدال مفردة (الشعر) بمفردة (الدوري) والحديث عن الدوري لاينته وهوحديث ذو شجون. والله من وراء القصد