قبل 4 عقود وقبل أن ندخل الصحافة وحتى بعد أن دخلناها وأعني في فترة السبعينيات الميلادية كانت الجماهيرالرياضية تنتظرشهررمضان المبارك لتعيش أجواء رياضية خاصة به وكان لاعبو الأندية في مختلف الألعاب أكثر انتظارا لها وكذلك كانت الأندية. قبل بدء الشهرالكريم بشهرين تجتمع أندية الرياض الأربعة وتتقاسم فيما بينها دورات رمضانية في مختلف الألعاب عدا النشاطات غيرالرياضية ألتي يقيمها كل ناد حيث ينظم الشباب ثلاثيات كرة السلة ونظمها الهلال في سنة أخرى وكذلك خماسيات اليد واليمامة (الرياض) رباعيات الكرة الطائرة ونظم النصرثنائيات تنس الطاولة والتمييزالعددي هنا تعني عدد لاعبي كل فريق ولذلك تشارك الأندية في هذه الدورات بأكبرعدد ممكن من الفرق ولكل دورة قوانين خاصة بها مثل الوقت أونقاط الشوط اوطريقة الدورة بنظام خروج المغلوب من مرتين ويتم التنسيق بين الأندية في المواعيد لضمان نجاحها وتختتم بسداسيات كرة القدم التي ينظمها مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى على ملاعب معهد العاصمة النموذجي. هذه الدورات لم تكن فقط تشغل وقت الشباب الذين تمتليء بهم الأندية وإنما أسهمت في إعداد وصناعة كوادروكفاءات ونجوم أخذت طريقها للأندية والاتحادات الرياضية والمنتخبات. مشاركة الأندية المفتوحة تتيح لها الفرصة بتجربة العديد من الوجوه الشابة والناشئة في هذه الدورات وصقلها وتقديمها للفريق الأول وقد شهدت هذه الدورات ولادة أكثرمن نجم في مختلف الألعاب كان لهم شأن فيما بعد في منتخبات المملكة. وعلى الساحل الشرقي كان مهرجان القادسية الرمضاني الذي استمر قرابة 15 عاما أوأكثرولم يكن مهرجانا رياضيا فقط فقد كان شاملا لكل النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية وندوات ومحاضرات لكبارالأدباء والشعراء من داخل المملكة وخارجها عبرأمسيات ثقافية كما امتد نشاطه إلى مجتمع الخبر وبيوته حيث تشارك الأسر في يوم الأكلات الشعبية السنوي ضمن برامج المهرجان. هذه البرامج والنشاطات أصبحت وللأسف جزءا من التأريخ الرياضي رغم أنني أرى وغيري أنه لامبرر لتوقفها ولأن أهدافها ومخرجاتها تنعكس على المجتمع بصورة عامة والرياضة على وجه الخصوص خاصة مهرجان القادسية الرمضاني الذي كان جزءا من ثقافة الخبرالمدينة ومن تأريخ القادسية كناد وهومهرجان لايحتاج أكثرمن رغبة صادقة ومبادرة من إدارة النادي فيما يتكفل أبناؤه وأبناء الخبربالتنفيذ كما كان في السابق. أما الدورات الرمضانية فقد جاءت دورة الزمن وخروج الدوري لما بعد رمضان فرصة لبعث هذه الدورات وإعادتها من جديد على مدى السنوات القادمة بل إن الفرصة أصبحت مهيأة أكثرلتطويرها وتوسيعها في ظل وجود هذه المقرات النموذجية للأندية وهومالم يكن متوفرا من قبل بحيث تشمل ألعابا فردية أخرى مثل السباحة وتنظيم معارض توعوية وثقافية وبرامج لذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك دوريات للأحياء (الحواري) للكشف عن مواهب تفيدها في دعم صفوف الفريق وهي مهرجانات لها طاقمها الإداري المستقل مما لايؤثرعلى أعمال النادي ومن المؤكد أنها ستجد من يرعاها من القطاع الخاص ويسهم في تحمل التكاليف وتنفيذ البرامج. وبمناسبة الحديث عن الدورات الرمضانية فإن هذا يقودنا للتساؤل عن دورالمجالس البلدية في هذا المجال وإمكانية تبني مثل هذه النشاطات للأحياء في الحدائق العامة المكشوفة التي نفذتها الأمانة وتحتوي على عدد من المرافق الرياضية ومضاميرالمشي لتنظيم العديد من الفعاليات بالتعاون مع مشرفين من وزارة التربية والتعليم ومن أبناء الحي المتطوعين. والله من وراء القصد