تعتبرالنتيجة 2ـ0 من أخطرالنتائج ودائما ما يحذر المدربون منها فرقهم بعدم الاطمئنان للنتيجة عند التقدم بهدفين للا شيء، إذ يصبح الفريق في مرحلة انعدام وزن بين التقدم لزيادة الأهداف أوالقناعة والمحافظة على الهدفين في المقابل ليست مقلقة للفريق المتأخر إذ من السهولة نظريا تعديلها وبالتالي فإن تسجيل أي هدف يعطيه دافعا معنويا كبيرا مقابل اهتزاز معنوية الفريق الآخر وخوفه فقدان النتيجة مما يؤثرعلى تركيزه في المباراة. هذه الحالة لا تنطبق على الفرق المتفاوتة المستوى أوالنتائج المتوقعة مسبقا لفارق الإمكانات والخبرة بين الفريقين لكنها أكثرما تتجلى لدى الفرق ذات الخبرة والقدرة على العودة إلى المباراة وكثيرا ما حدث ذلك سواء على الصعيد المحلي أوالعالمي. مباراة إيطاليا واليابان الأخيرة في كأس القارات نموذج حي لهذه الرؤية عندما تقدمت اليابان بهدفين للا شيء وظن البعض أن النتيجة قد حسمت خاصة مع الأداء الياباني المتفوق في الشوط الأول من المباراة وفقدان المنتخب الإيطالي لهويته لكن تسجيله لهدفه الأول في نهاية الشوط رفع من معنويته بدرجة كبيرة وفي المقابل أحدث نوعاً من عدم الاتزان في المنتخب الياباني والتخوف من الخسارة بدليل تسجيل مدافعه أوتسوتوأوشيدا الهدف الثاني لإيطاليا في مرماه وهو هدف التعادل وتبعه الثالث بعده بدقيقتين ورغم الأداء الياباني الجيد إلا أن المنتخب الإيطالي في النهاية استطاع بخبرته كسب المباراة لصالحه. بالإضافة لما سبق نخرج من هذه المباراة بحقيقتين: الأولى: تطور الكرة اليابانية وارتفاع مستواها في كل النواحي الانضباط التكتيكي والثقة والقدرة على مجاراة الخصم مهما كان اسمه وخبرته واللياقة والروح العالية في الأداء طوال المباراة مهما كانت النتيجة ويبدو أنها بدأت تغرد خارج السرب الآسيوي وأصبحت ممثله المعتمد في كأس العالم وكأس القارات. هذا التفوق يعود للتخطيط السليم وهو جزء من ثقافة الشعب الياباني في عمومه والمبني على أسس ورؤى بعيدة المدى واحتراف اللاعب الياباني في أوروبا مما منحه هذه الثقة وقد أشار لهذه النقطة زميلي مساعد العبدلي في زاويته (دائرة المنتصف) في هذه الصحيفة يوم الثلاثاء الماضي. وللمعلومية وهذا ما يدركه كثيرون أن هذا النجاح هو نتاج عقدين من الزمن بمعنى جيلين من اللاعبين إذ شاركت اليابان في أمم آسيا 1988 في قطر للتعرف فقط وبفريق من طلبة المدارس وفي 1992 فازت بالكأس في أمم آسيا العاشرة في اليابان بدون تميز واضح ولمشاركتنا بالمنتخب الأولمبي. الثانية: مهما تطورت الكرة الآسيوية فلازال الفارق كبيرا بينها وبين الكرة الأورويبة وكرة أمريكا الجنوبية خاصة البرازيل والأرجنتين. هذا الفارق يتضح على المستوى الفردي والجماعي سواء كأندية أومنتخبات وتحتاج فرق القارات الأخرى زمنا طويلا وعملا مضاعفا لتلحق بركبها ذلك أن هذه الدول تعمل أيضا باحترافية وبتاريخ من الخبرات المتراكمة. قد تستطيع منتخبات مثل اليابان أن تتفوق بعض الأحيان وتتقدم في المراكز وفي مراحل المونديال لكن من الصعب أن تتفوق كل الوقت أو أن تصل لمدى بعيد على الأقل على المستوى المنظور. كنا نتمنى ونتعاطف مع اليابان أن تكسب إيطاليا وتسجل انتصارا للكرة الآسيوية وتحدث انقلاباً في الكرة العالمية لكننا في النهاية خضعنا للغة المنطق. فوز إيطاليا ترجمة لذلك ودعم لنجاح البطولة في أدوارها النهائية بتواجد منتخبات ذات ثقل وتاريخ (البرازيل وإيطاليا وأسبانيا والأوروجواي) وهو ماتوقعته في هذه الزاوية يوم السبت الماضي تحت عنوان (كأس القارات). والله من وراء القصد،،،