ذوو الاحتياجات الخاصة هذه الفئة الغالية علينا .. وهي عبارة لا أقول مللنا سماعها ولكن ربما تكرارها دون تفعيل لمضامينها فكل فئات المجتمع غالية علينا وهؤلاء هم جزء من هذا المجتمع. و"ذووالإحتياجات الخاصة" مصطلح خاص أطلقناه على "المعاقين" وهو المصطلح المتعارف عليه دوليا بهدف إعطائهم قيمة وتميزا في المجتمع على اعتبار إمكاناتهم وقدراتهم بل وعطاءاتهم التي يمتازون بها وتفوقهم في كثير من المجالات. ماذا قدمنا لهذه الفئة؟ وأعني كمجتمع رياضي وهو سؤال دار في ذهني أثناء زيارتي لنادي الشباب الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة بدعوة كريمة لحضورالافتتاح وهي الزيارة التي لم تكن الأولى للمركز عبر دوراته السابقة. والذي يعايش هذه الفئة يدرك أنهم ليسوا بحاجة لنظرة حانية وعطف قدر حاجتهم لنظرة واقعية لإمكاناتهم واعتبارهم جزءا فاعلا في المجتمع يؤثر فيه ويتأثر به ويدرك أيضا أن الإعاقة الحقيقية ليست في فقد حاسة أو عضو أو عجز عن ممارسة دور معين ومحدد بقدر ماهي في عدم فهم هؤلاء وقدراتهم الحقيقية الكامنة وتفجير هذه الطاقات بل واستيعابها ومن ثم تحويلهم إلى أعضاء فاعلين في المجتمع ومعينين لأولياء أمورهم ومخففين كثيرا من الأعباء عليهم سواء المادية أوالمعنوية. نادي الشباب يقدم عملا جبارا للعام السابع على التوالي من خلال استضافة مائة شاب من هؤلاء في برنامجه الصيفي السنوي يمارسون فيه الكثير من الهوايات من الخطابة والإلقاء والرسم والسباحة وغيرها من النشاطات بدعم من إدارته ورعاية من "بنك الرياض" وبمساعدة من المتطوعين لتسيير البرنامج جعله الله في موازين أعمال هؤلاء جميعا لكنه عمل تظل الجهات الرسمية والعديد من الإعلامية بعيدة عنه وللأسف الشديد. وعندما أشير لهذا القصور ليس لأن القائمين على البرنامج ينشدون ذلك فقد قاموا به من منطلق مسؤوليتهم الاجتماعية وحسهم الإنساني ولكن لعل جهات أخرى تتحرك لتقدم برامج مشابهة سواء في الأندية أوالقطاع الخاص أو الجهات الرسمية. نادي الشباب وحده لايمكن أن يصل إلى كل هذه الفئة أو جزء منها فإمكاناته لاتساعده على ذلك ولا أعني هنا المادية قدر ما أعني المكانية والوقت والجهد المبذول ومسؤولية المتابعة فقد أصبح يواجه ضغوطاً كثيرة من الأهالي ومن (الواسطات) والإحراج للقبول في البرنامج. لماذا نادي الشباب فقط؟ أين الأندية الأخرى؟ ولماذا لا تتبنى برامج من هذا النوع بالمشاركة مع القطاع الخاص الذي أثق تماما ترحيبه بخطوات كهذه ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية لديه خاصة قطاع البنوك وهي برامج تخصص لها الكثير من الميزانيات. أين اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة عن برامج من هذا النوع؟ لماذا لا يقيم مركزا صيفيا سنويا وهذه إحدى مسؤولياته على غرارهذا المركز بل أين هو من مركزالشباب ودعمه ولو معنويا؟ وهو حسب ماعرفت من مسؤول في النادي لم يتكرم كاتحاد أو أي من مسؤوليه بزيارته رغم توجيه الدعوة لهم عدة مرات لتبادل البرامج والخبرات. أين القطاع الخاص ومحبو الخير من إنشاء مراكز رياضة وشبابية لهؤلاء؟ لست مفتياً لكنني أحسب أن عملا كهذا من الصدقة الجارية وله أجر عظيم شأنه شأن الصدقات الأخرى وغيرها من الأعمال الخيرية. لماذا لا تكون هناك مراكز على مدار العام لمدد قصيرة بين فترة وأخرى أو يوم مفتوح في الأندية وغيرها في نهاية الأسبوع لتنفيذ مثل هذه المراكز والبرامج بالتعاون بين الأندية والقطاع الخاص والاتحاد؟ الأسئلة عديدة والأفكاركثيرة والمتطوعون كثيرون والداعمون أكثر لكن من يملك روح المبادرة؟ هذا هوالسؤال. والله من وراء القصد،،،