ينوي الاتحاد السعودي لكرة القدم إجراء بعض التعديلات على مسابقاته التي يشرف عليها من باب التطويركما يقول وهي المسابقات الثلاث المعروفة كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد وكأس الأميرفيصل. التعديلات المقترحة كما هي معروفة وتم نشرها أكثرمن مرة وعبرأكثرمن وسيلة هي باختصار: ــ السماح لعدد معين من اللاعبين الكبار(فوق 22 سنة) بالمشاركة في مسابقة كأس الأميرفيصل. ــ قصرمسابقة كأس ولي العهد على فرق دوري ركاء وعبداللطيف جميل بحيث تتكون من 5 مراحل بطريقة خروج المغلوب من مرة واحدة. إشراك جميع أندية المملكة في مسابقة كأس الملك كما كان سابقا بحيث تصبح أدوارها النهائية عبارة عن 5 مراحل (بدءا من دور32) ويبدوأن القرارمفروغ منه وجاهزللتنفيذ وليس الدراسة وربما كان النقاش يدورحول توقيت التنفيذ فقط بمعنى هل يبدأ من هذا الموسم أم الموسم المقبل أم حسب ظروف المسابقة ومدى تأثيرها أوتأثرها بالموسم والمسابقات الأخرى؟ وإن كانت احتمالية تنفيذها بدءا من هذا الموسم واردة لحاجة الاتحاد لذلك ولكونها لاتؤثرعلى طول الموسم بصورة كبيرة خاصة كأس الملك وولي العهد وفق التعديلات المقترحة. الواضح أن الهدف من هذه التعديلات تسويقي في المقام الأول وهذا ليس سرا أوأمرا معيبا فقد صرح بذلك أحمدعيد رئيس مجلس إدارة الاتحاد من أن الهدف وجود رعاة رسميين لهذه المسابقات لدعم ميزانية الاتحاد وأن الراعي يبحث عن مسابقات ناجحة وأكبرقاعدة من الجماهيرالمستهدفة. المسابقات في وضعها الحالي غيرمغرية لأي راع رسمي سواء في بعدها عن الإعلام أوجمهورها المستهدف من خلال قصرمدتها الزمنية التي لاتتجاوزبضعة أيام في بعض الأحيان وكذلك قلة عدد الأندية المشاركة فيها. اتحاد القدم عليه ديون ومستحقات للأندية وغيرها وأمامه التزامات كبرى بتطويركرة القدم السعودية فنيا وإداريا وهذه تتطلب ميزانية تتوافق مع هذه التطلعات، ودعم الجهات الرسمية مهما وصل من أرقام لا يفي بالغرض وإذا مابالغنا في الرقم فلن يصل إلى ربع ميزانية الاتحاد وليس أمامه سوى هذه المسابقات الثلاث إلى جانب ورش العمل أوالبرامج والدورات التي يقوم بتنظيمها على اعتبارأن الدوري العام مرتبط برابطة دوري المحترفين وهي المسؤولة عنه وعن تسويقه. هذا العجزيحتاج إلى جهود والبحث عن مصادرتمويل ودعم للاتحاد وبرامجه والاتجاه إلى الرعاة الرسميين لهذه البرامج سواء الإدارية أوالمسابقات التي تشكل المجال الأرحب والأنسب لدخول القطاع الخاص ودعمه كونها الطريق الأفضل والأسرع لتحقيق تبادل المنافع بين الطرفين دون أن نغفل أهمية وقفة الجهات المسؤولة في هذه الفترة مع الاتحاد سواء المؤسسة الرياضية أوالجهات العليا لتجاوزهذه الأزمة، خاصة أنه لاذنب له فيها فهي تركة ثقيلة من الاتحاد السابق لكنه ملزم بتسديدها لأنها مرتبطة بالكيان وليس بأشخاص. المشكلة ليست في الدعم والرعايات الرسمية، ففي كل دول العالم تقريبا تعتمد الاتحادات الرياضية على التمويل الذاتي، والشراكة مع القطاع الخاص أصبحت جزءا من عمل المنظومة الرياضية، كما أنها ليست في التطويروالتجديد المهم هوفي مدى المواءمة بين التطويروالتعديل وبين التنفيذ ومدى تأثيره على الموسم ونجاحه وعلى المسابقة نفسها ونجاحها، إذ إن نجاح أي مسابقة لايرتبط بعدد الفرق أوالمباريات فقط قدرارتباطه بآلية التنفيذ وقوة المنافسة بين الفرق. التعديلات المقترحة موضوع حديثنا المقبل بإذن الله بدءا بمسابقة كأس الأميرفيصل. والله من وراء القصد.