مر وجود اللاعب الأجنبي في ملاعبنا بمراحل ثلاث على أنني قبل الدخول إلى هذه المراحل لابد أن أشير إلى أن الأميرفيصل بن فهد رحمه الله وجه عندما كان رئيسا لاتحاد كرة القدم ومع بدايات الدوري الممتاز بأن يطلق عليه "اللاعب غيرالسعودي" على اعتبار أن بعضا من اللاعبين عرب ومسلمين وهؤلاء لايعتبرون أجانب بالنسبة لنا وإنما أشقاء وأصدقاء وبالتالي فإن وصف "غيرالسعودي" أكثر دقة واستمرت التسمية على المستوى الرسمي وفي المجتمع الرياضي أحيانا لكن مصطلح "اللاعب الأجنبي" ظل الأكثر تداولا لسهولة نطقه وخفته ثم أنه يؤدي الغرض فالمقصود أنه غيرسعودي وهذا لاينفي الاحترام الخاص والتقديرللجنسيات العربية والإسلامية كما أن المصطلح ذاته هوالسائد والمتداول دوليا. وعودة لما بدأت به الموضوع فإن المراحل الثلاث هي: المرحلة الأولى: وقد صاحبت البدايات ومرحلة التأسيس للكرة السعودية والرياضة بصورة عامة وهذا أمر طبيعي حيث كان لهم دور كبيرفي ذلك التأسيس ولقلة عدد السعوديين الممارسين لكرة القدم بحكم الظروف والعادات ونظرة المجتمع لكرة القدم وحاجة الأندية آنذاك لإستكمال صفوفها من اللاعبين وهو الأمر الذي انطبق أيضا على الكفاءات والخبرات الإدارية والمدربين والحكام. ومع بداية التنظيمات الرياضية ووضع اللوائح ونقل مسؤولية الإشراف على الشؤون الرياضية إلى وزارة المعارف ثم إلى وزارة العمل والشؤون الإجتماعية في بداية الثمانينيات الهجرية (الستينيات الميلادية) وانتشاركرة القدم ومزاولتها على نطاق واسع تمت سعودة الأندية على مستوى اللاعبين وصدرقراربذلك في حين استمر بالنسبة للحكام وغيرهم وكان جميع أولئك اللاعبين أومعظمهم من السودان الشقيق ومن جنسيات آسيوية أيضا خاصة في المنطقة الغربية عندما بدأت الكرة عن طريق بعض الجاليات. وبطبيعة الحال لم يكن وجود أولئك ضمن عقود مبرمة أومقابل مبالغ مادية إذ كانوا متواجدين هنا من الأساس بحكم العمل أوغيرذلك ويزاولون كرة القدم من باب الهواية. المرحلة الثانية: في النصف الثاني من السبعينيات الميلادية ومع بداية الدوري الممتازعلى مستوى المملكة صدر قرار السماح لللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية متضمنا السماح لكل ناد بتسجيل ثلاثة لاعبين على أن لا يكون من ضمنهم حارس مرمى حيث استثناه القرارلأهمية هذه الخانة وخوفا من تأثيره على بروز حراس المرمى كما تضمن أن يشارك في المباراة اثنان فقط مع إمكانية وجود الثالث في الاحتياط وكبديل لأحدهما أوغيره بشرط أن لايوجد في الملعب أكثرمن اثنين. هذه المرحلة بدأت ضعيفة ومتواضعة من حيث نوعية العناصر واعتمدت بعض الأندية على السوق المحلي لسد بعض المراكز لكنها مالبثت أن إزدهرت بعد موسمين وبعد استيعاب الفكرة فتوجهت إلى تونس وإلى أوروبا والبرازيل وحضر للملاعب السعودية نجوم كان لها دورها وتأثيرها في كرة القدم السعودية واستمرت هذه المرحلة ستة مواسم تقريبا حيث صدرقرار بالاستغناء عن اللاعب الأجنبي بعد استنفاد الحاجة إليه كما جاء في القراروبعد أن أصبح مرهقا لميزانيات الأندية مما نتج عنه بعض المشاكل والصعوبات المالية. المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الحالية والتي جاءت متوافقة مع إقرار نظام الاحتراف في الكرة السعودية وتطبيقه قبل 20 عاما وبدأت بـ 3 لاعبين وأصبحت الآن 4 أحدهما آسيوي وازدهرت هذه المرحلة من حيث الصرف المادي وتنوع المدارس الكروية وهي مرحلة معاصرة لاتحتاج لمزيد من الشرح والتوضيح. وإلى حديث قادم خاصة عن المرحلة الثانية التي كان لها تأثيرها الكبيرعلى الكرة السعودية. والله من وراء القصد