الحفل الذي أقامته شركة ركاء الراعي الرسمي لدوري الدرجة الأولى للمحترفين الأسبوع الماضي تكريما وتقديرا لبطل الدوري ونجومه ولجهات أخرى أسهمت في نجاحه على مستوى الكيانات والأفراد، وإن كان ظاهره تكريميا لهؤلاء إلا أنه في الواقع كان إنسانيا في جوانب أخرى وبادرة وفاء تجاه رموزونجوم من وسطنا الرياضي ومن دوري الدرجة الأولى عندما سميت هذه الجوائزبأسماء إعلاميين رياضيين وحكام ولاعبين لم يمهلهم القدرلإكمال مسيرتهم، فغادروا هذه الدنيا في ظروف مختلفة وهم في أوج عطاءاتهم، وكان الوسط الرياضي بحاجتهم لتميزهم مستوى وخلقا، وجعلت أبناء أوأخوان هؤلاء يقومون بتسليم هذه الجوائزإمعانا في تقديرهم والوفاء لهم.
سليمان العيسى لأفضل معلق رياضي، ومحمد السقا لأفضل مراسل ميداني، وفهد الدهمش لأفضل حكم، وعلي الشمراني لأفضل مساعد حكم، وصالح المبارك لأفضل لاعب، وخالد الرويحي للهداف، وعلاء رواس لأفضل حارس.
بالإضافة إلى تكريم خاص من الشركة ومن الأميرنواف شخصيا للاعب فريق الرياض الدولي السابق فهد الحمدان رحمهم الله جميعا.
هذه الفقرة أعطت الحفل أبعادا أخرى وأضفت عليه أجواء إنسانية اختلطت فيها دموع الفرح مع دموع الحزن بتكريم هؤلاء، وتذكرأولئك بين تصفيق تارة وسكون وخشوع تارة أخرى، فكانت كما قال جمال الدين بن نباته مهنئا السلطان الأفضل بالسلطنة ومعزيا إياه في وفاة والده:
ثغورابتسام في ثغورمدامع ... شبيهان لايمتازذوالسبق منهما
وهي لمسة إنسانية أتمنى أن تحذوحذوها الجهات الأخرى أوالشركات الراعية للأندية والاتحادات أوالدوريات الأخرى وفي كل الألعاب لتكريم أمثال هؤلاء الرموزوتخليد ذكراهم تقديرا لعطاءاتهم وما قدموه خلال حياتهم للرياضة السعودية كل في مجاله.
إن تكريم أمثال هؤلاء الرموزوهؤلاء الرياضيين بوضع أسمائهم على جوائزكهذه وإشراك ذويهم في تقديمها هوجزء من المسؤولية الاجتماعية علينا كوسط رياضي تجاههم، وتقديم رسالة للمجتمع بصورة عامة بأن المجتمع الرياضي مجتمع تكافلي له رسالة سامية تتجاوزإطارالتنافس الرياضي والفوزوالخسارة في ميادين الرياضة.
التكريم أيضا شمل الأميرنواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة التقليدية والحديثة، وعدد من البرامج الرياضية المتخصصة في القنوات المختلفة، واتحاد القدم ورابطة المحترفين.
الحفل في مجمله كان ناجحا بكل المقاييس إذا مانظرنا إلى خبرة ركاء في هذا المجال، واللمسات الإنسانية التي تمثلت فيه وقدرتهم على تنوع الفقرات وتميزها مع ضبط الوقت وعامل الزمن.
كانت هناك بعض السلبيات أوالملحوظات وهوأمرطبيعي في أي عمل لكنها لاتقارن بالإيجابيات أوتذوب فيها، وأثق تماما أن الإخوة القائمين على الشركة يملكون من الكفاءات والخبرات مايجعلهم قادرين على تقويم الحفل وتلافيها في المواسم المقبلة بإذن الله.
كنت أتمنى وغيري كذلك لوتم تتويج البطل (العروبة) بدرع الدوري على ملعبه وبين جماهيره في إحدى المباريات، لأن الجماهيرشريك في هذا الانتصاروالصعود، ولأن فرحة التتويج ومشاعرالفرح تختلف باختلاف المكان والزمان ومدى ارتباطهما بالحدث، على أن يظل الحفل قائما للاحتفاء ببقية مظاهرالتفوق والنجاح وتكريم الذين يستحقون ذلك بمن فيهم البطل، وهذه بالطبع ليست مسؤولية الشركة الراعية بقدرماهي مسؤولية الجهة المنظمة للدوري.
نجح دوري ركاء هذا الموسم بما توفرله من دعم واهتمام، وجاء هذا الحفل ليؤكد هذا النجاح ويعلن عن دوري قادم لايقل أهمية وإثارة عن دوري الفرق المتقدمة.
والله من وراء القصد.