عندما يكتشف الشخص أن أي قرارات إصلاحية يتخذها تجاه نفسه أوالمحيطين به ليست مجدية ولا تفي بالغرض، فإنه يلجأ لأساليب أخرى أكثر نفعاً والحال كذلك بالنسبة للكيانات في القرارات الإصلاحية التي تتخذها داخل محيط العمل، فإنها تلجأ إلى غيرها وقد تستعين ببعض الخبراء أو الكفاءات للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال ولا عيب في ذلك طالما أن الهدف هو الإصلاح.
هذا الأمر يدركه الجميع وهو واقع نعيشه في أنفسنا وفي كثير من مواقع العمل لكنني أريد أن أصل من هذه المقدمة إلى بعض التساؤلات:
كم عمر لجنة الانضباط لدينا التابعة لاتحاد كرة القدم؟..
وكم عدد القرارات والعقوبات التي اتخذتها تجاه أفراد أو كيانات وتم تنفيذها؟..
وهل الهدف من العقوبات إصلاحي سواء كان ذلك للمخطئ أو للمجتمع في عمومه؟..
وأعني هنا ما يتعلق بالخروج عن الروح الرياضية والإساءة للآخرين سواء من خلال أساليب الشغب مثل رمي بعض المخلفات على الحكام وداخل الملعب أو الأعيرة النارية أو الإساءة للاعبين والأندية الأخرى وجماهيرها من عبارات خارجة عن الروح الرياضية وعن السلوكيات والآداب العامة.
وهل أدت هذه القرارات الغرض؟.. بمعنى هل حدّت من هذه التصرفات والظواهر؟..
الملاحظ أنها في ازدياد وأنها بدأت تأخذ أنماطاً وأبعاداً أخرى وهذا طبيعي، فالمتسبب فيها لا يمسه منها نصب ولا يتأثر بها لأن العقوبة إما مالية أو إقامة مباراة بدون جماهير أو نقلها والمتضرر الوحيد في كل الحالات هو النادي حتى وإن كان المتسبب أحد جماهيره أو فئة منهم من غير رابطة المشجعين.
لماذا لا نجرب أسلوباً آخر بمعاقبة المتسبب مباشرة؟.. سواء من خلال برامج الخدمة الاجتماعية أو إحالته إلى جهة الاختصاص أوغيرها من العقوبات بما يتناسب والحادثة وظروفها.
في جميع الملاعب العالمية توجد كاميرات مراقبة لضبط مثل هذه الحالات ونحن هنا نطبق هذه التقنية في المراكز التجارية والفنادق وغيرها، فلماذا لا نطبقها في الإستادات الرياضية بمبادرة منا قبل أن يفرضها الاتحاد الآسيوي كما فرض غيرها من قبل وهو فاعل لا محالة؟..
وأنا في حوار مع الشيخ جوجل حول هذا الموضوع قرأت أن جريدة الحياة نشرت يوم الاثنين 13 فبراير 2012 (قبل 15 شهراً) أن رعاية الشباب شرعت في تركيب كاميرات مراقبة أمنية في 7 من ملاعب كرة القدم لدينا بهدف ضبط أي مخالفة تقع من جانب الجمهور أو الفرق الرياضية.
وفي عدد الأربعاء 22 مايو (قبل 10 أيام) وفي صفحتها الأخيرة نشرت (الرياضية) على لسان عبدالرحمن المسعد مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى أن إدارة ملعب الأمير فيصل قد وضعت 37 كاميراً لمراقبة الجماهير من بداية دخولهم الملعب وجلوسهم في مقاعدهم في المدرجات حتى خروجهم من أسوار الملعب وذلك بعد أن قامت الوكالة الهندسية في رعاية الشباب بتحديث أجهزة المراقبة في الملعب بعد أن كانت معطلة السنة الماضية مضيفاً إنه تم تجهيز غرفة للمراقبة والتحكم ولم يبق في العمل سوى أن يتم تحديث الكاميرات من أجل التقاط الأصوات لتحديد الشخص المسيئ والتقاط صوته وصورته.
وفي يوم الأربعاء الذي سبقه وأثناء زيارته لنادي الاتحاد قال الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب: (إن هناك خطة أمنية وكاميرات حساسة ومايكروفونات تلتقط الألفاظ ضمن الحلول المتوقعة للحد من ظاهرة الألفاظ السيئة التي أصبحت قضية القضايا هذه الفكرة احتمال تطبق أقول احتمال).
سمو الأمير
طالما أنها قضية القضايا، فلماذا (احتمال).. لماذا لا تقرر وتنفذ؟.
والله من وراء القصد،،،