كنت أعتقد أن الكتاب الورقي بدأ يفقد قيمته في عالم النشرالإلكتروني والإنترنت وأن طقوس القراءة التي عايشها جيلنا مع الكتاب لم تعد بذلك الإغراء خاصة للجيل الجديد جيل البلاي ستيشن وميسي والإنترنت، لكن زيارة لي مع مجموعة من رجال الثقافة والإعلام إلى مكتبة الملك عبدالعزيزالعامة في المربع بدعوة كريمة من الأخ والصديق الدكتور فهد علي العليان مدير المشروع الوطني الثقافي لتجديد الصلة بالكتاب والمشرف على مهرجان القراءة بالمكتبة أكد عدم صحة هذه النظرية وأن أي مشروع يمكن أن يزدهر ويتنامى متى ما توفرت له كافة الإمكانات والظروف لا أعني المادية والمكانية فقط ولكن أيضا آلية التنفيذ وأساليبها.
قضينا صباحا كاملا برفقة الدكتورعبدالكريم الزيد نائب المشرف العام على المكتبة وإدارة الفرع مع مجموعة من تلاميذ إحدى المدارس الإبتدائية وشاهدنا كيف يتم تنفيذ البرنامج وكيف يستمتع هؤلاء بالكتاب مؤكدين الشطرالثاني لبيت المتنبي الشهير (وخيرجليس في الأنام كتاب).
البرنامج لا يكتفي بتعويد الطفل على القراءة بل وتعليمه كيف يقرأ وكيف يستمتع بالقراءة إلى جانب بعض العروض المسرحية الهادفة وتوظيف الدمى في التوعية بتواجد الممثل والتربوي سعد المدهش متجاوزا ذلك إلى إقامة دورات متخصصة للمعلمين والمعلمات وأمناء مصادر التعلم في المدارس على كيفية التعامل مع الكتاب وكيفية قراءة القصة على التلاميذ وكيف يستفيدون منها والحديث هنا يشمل الجنسين من تلاميذ وتلميذات ومعلمات ومعلمين ضمن برنامج تنفذه المكتبة مع المدارس الحكومية وبمشاركة القسم النسائي في المكتبة ويتجاوز مدينة الرياض إلى المناطق الأخرى وهناك خطة لدى المكتبة ليشمل عموم مناطق المملكة.
كما يستضيف عددا من المشاهيروالنجوم والأدباء والمفكرين لعرض تجاربهم في القراءة على هؤلاء النشء خاصة تلاميذ المراحل المتقدمة في التعليم العام وكيف يستمتعون بالقراءة ويوثقون صلتهم بالكتاب حيث استفاد من هذا البرنامج خلال السنتين الماضيتين فقط مايقارب 10 آلاف تلميذ وتلميذة وحوالي 100 معلم ومعلمة و100 مدرسة من مدارس التعليم العام وبلغ أعضاء نادي الطفل الذين يزورونه باستمرار ويستعيرون منه الكتب أكثر من7000 طفل.
برنامج القراءة الحرة في مكتبة الملك عبدالعزيزلم يكتف بهذا لكنه شمل أيضا المكتبة المتنقلة تطوف أرجاء المدن استفاد منها مايقارب 100 ألف قارئ و25 ألف مستخدم للإنترنت، كما تم تنفيذ مشروع القراءة في المطارات للمنتظرين في الصالات حيث استفاد منه أكثر من 350 ألف قارئ من مختلف الأعمارمن الجنسين بمعدل شهري يصل إلى 80 ألف قارئ.
الدكتور فهد أكد أن عدد المستفيدين من المشروع تجاوز العدد المستهدف ولمعرفتي به وبالقائمين على المكتبة وفي مقدمتهم المشرف عليها معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر وشغفه بالقراءة من خلال تعاملي معه في مناسبات سابقة أدرك تماما أن البرنامج في طريقه للمزيد من النجاح بإذن الله وتوسيع قاعدة المستفيدين.
فرحنا كثيرا من كان معي وأنا بالعودة إلى الكتاب وأنه لازال بخير ونجاح المكتبة في إثبات ذلك لكننا تأسفنا كثيرا أن مشروع القراءة في المطارات تم إيقافه من قبل هيئة الطيران المدني فقد تعاملوا معه كأي لوحة إعلانية أوبوفية أو تأجيرسيارات إذ لابد من الدفع.
أستغرب مشروعاً كهذا ينطلق من جهة حكومية يتوقف لهذا السبب بعد أن استفاد منه ما يقارب 400 ألف قارئ وقارئة مما يعني حرمان أضعاف هذه الأعداد.
والله من وراء القصد،،