ما حدث لأطفال الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) في مباراة النصروالأهلي في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين جعلني أعيد ترتيب الأولويات وأؤجل مواصلة الحديث عن الانتخابات الآسيوية على أن أعود إليه غدا بإذن الله إن لم يطرأ تغييرأوأحداث تفرض نفسها للمناقشة والطرح.
ما حدث لأطفال الجمعية معروف وتناقلته الصحف وبعض المواقع، وهوعدم السماح لهم بالدخول مع اللاعبين وخروجهم من الملعب ثم عودتهم ثم خروجهم ومواقف تناولها الكثيرحتى إن البعض استخدم أسلوب الإثارة واستدرارالعواطف والعزف على النواحي الإنسانية بوصف الحالة بأنها (طرد)، وشخصيا لا أرى أنها تصل لهذه المرحلة لأن أي عاقل لايمكن أن يتصرف بمثل هذا وفرق بين الطرد وعدم الإذن أوالمنع.
بداية دعونا نتفق على أن الإساءة للإنسان كائنا من كان مرفوضة انطلاقا من قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم .. الآية)، فكيف بحالات تتطلب نوعا من الإنسانية في التعامل؟ على أننا يجب أن ننظرلما حدث من ناحيتين إدارية تنظيمية وأخرى إنسانية.
الناحية التنظيمية:
يقول مسؤول في الجمعية إنه تم التنسيق مع شركة الاتصالات السعودية باعتبارها داعماً رئيساً للجمعية، ومع كامل الاحترام للشركة فهي لاتملك حق إدخال أي شخص للملعب، تستطيع ذلك إذا أمنت التذاكر، لكن ما أعنيه الدخول مع اللاعبين وإلى أرض الملعب دون تنسيق مسبق مع أصحاب الاختصاص.
الوضع الآن اختلف في ظل تطبيق أنظمة الاحتراف والنقل الحصري والأنظمة الدولية ولم يعد يقوم على الاجتهاد والعلاقات الشخصية وهومايعتقده البعض، وكان المفروض التنسيق مع الجهات المنظمة للدوري مثل اتحاد كرة القدم أوشركة صلة أو رابطة دوري المحترفين فيما يتعلق بالدوري وبوقت كاف لإجراء الترتيبات اللازمة للموضوع.
الناحية الإنسانية:
نعم في النواحي الإنسانية يفترض أن نتجاوزعن أمور كثيرة، لكن هذه التجاوزات تحتاج لرجل قراريتحمل المسؤولية.
ما حدث في نظري يعود لاختلاف الثقافات لدى كل شخص في تعامله مع الحالات.
هذه ناحية، والأخرى الخوف من المساءلة وربما العقاب فيما لوتصرف بماهوخارج حدود صلاحياته وسمح لهؤلاء أوغيرهم بالدخول.
من ناحية أخرى، دعونا نقول (رب ضارة نافعة)، فقد أدى هذا الحدث إلى تحرك المشاعرالإنسانية، فأعلن الأميرنواف بن فيصل تبرعه بـ 100مقعد لأبناء الجمعية إضافة للسابق، كما قام الأميرفهد بن خالد رئيس النادي الأهلي بزيارة الجمعية ودعوة أبنائها لحضور مباراة الأهلي القادمة أمام الجيش القطري وأداء مناسك العمرة، كما وجه رئيس نادي الشباب خالد البلطان بدعوة 200 طفل من أبناء الجمعية لكل مباراة للنادي داخلية أوخارجية، وتبرعت صلة بـ 300 ألف ريال ودعتهم للمباراة النهائية ومرافقة الفريقين في الدخول، وأثق أن هذا التحرك لم يكن ليحدث بهذا التفاعل لولا هذه الحادثة.. جعله الله في موازين أعمالهم، مؤكدا مرة أخرى أن لا أحد يرضى أويقرالإساءة لأطفال الجمعية أوغيرهم، ولكن كما قال الأميرنواف (تطبيق الأنظمة والتعليمات أثناء المباريات الرياضية لايعني الإساءة للآخرين وعدم تحقيق رغباتهم).
مستقبلا..أرى أنه لابد من العمل على اجتماع تنسيقي بين الجمعية والجهات المسؤولة لترتيب دخول أبناء الجمعية وفق جدول واضح، وأن تتم مرافقتهم لدخول الفريقين في جميع المباريات خاصة المنقولة حتى يتحقق الهدف النبيل من مشاركتهم وحضورهم لمثل هذه المناسبات.
والله من وراء القصد.