في زوايا سابقة تحدثت عن الانتخابات الآسيوية وخصصت الزاويتين الأخيرتين عن تجربتنا مع هذه الانتخابات حيث قلت إن عملا كهذا يحتاج إلى جهود وبرامج عمل ومواصفات معينة وأنه يمر بمراحل ثلاث معتمدا على أسس ثلاث أيضا مشيرا إلى الخطأ الذي مارسناه بالإعلان عن توجهنا ودعمنا لمعسكرأحد المرشحين ثم تغير لغة الخطاب بعد فوزالآخر.
بعد إعلان النتائج وماواجهه المرشح السعودي أولنقل الترشيح السعودي وتعاملنا مع الحدث على الأصح من نقد صرح مصدررفيع المستوى(أن رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم القادم في 2015 سيكون سعوديا)
هذا التصريح يحتاج منا لوقفة صادقة وربما طويلة فهل هذا التصريح هو جزء من ردة الفعل التي حدثت أم أنه قرارفعلي لتعويض هذا الخطأ وفتح صفحة جديدة في تأريخ الكرة السعودية
إن كانت الأولى فهي لاتحتاج إلى تعليق شأنها شأن كثيرمن ردود الفعل الأخرى وإن كانت الثانية فهي تحتاج إلى نقاش والدعوة إلى كلمة سواء.
لنكن صادقين مع أنفسنا وواضحين هل نملك الإمكانات التي تؤهلنا للدخول إلى مثل هذه الانتخابات والفوز بها وعندما أتساءل عن الإمكانات فإنني أعنيها بمعناها الشامل لفظا ومضمونا.
لا أشك مطلقا في أننا نملك هذه الإمكانات لكن هل نملك القدرة على توفيرها ومن ثم استثمارها وتوظيفها التوظيف الصحيح الذي يتماشى مع ذلك المضمون.
نحن نعرف أن الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي تم انتخابه مؤخرا لن يجلس على المقعد أكثرمن عامين بل ربما عام ونصف قبل الدورة القادمة فهل هذه الفترة مقنعة بالنسبة له ليقدم لآسيا بعضا من وعوده الانتخابية ويثبت كفاءته والتعبيرعن شخصيته التي سعى لتقديمها في أكثرمن مناسبة انتخابية آسيوية أم سيستمر ويعتبر هذين العامين مرحلة لتقديم ذاته بصورة أكثروضوحا للأسرة الآسيوية ..
وأعني هنا بطبيعة الحال الشيخ سلمان آل خليفة الذي فازأيضا بمقعد ممثل آسيا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم لأربع سنوات قادمة فهل سيكتفي بهذا المنصب مستقبلا معتبرا أن رئاسة الاتحاد الآسيوي كانت بالنسبة له وسيلة وليست غاية في حد ذاتها..
ماذا عن الإمارات ؟
التي فتحت صفحة خوضها للانتخابات وخسارتها المدوية بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز وفق وجهة نظرها والعمل الذي قامت به وخبرة ممثلها يوسف السركال وتأريخه مع كرة القدم الآسيوية والبدء في تقييم هذه التجربة. والصدمة الإماراتيه ليست في الخسارة بقدرماهي في فارق التصويت والأصوات التي نالها المرشح الإماراتي مما يجعلها أكثرحرصا على التقييم.
وماذا عن قطر؟
وهي التي خسرت المقعد سابقا بخروج ابن همام بصورة مذلة وخسرت السباق نحوالفيفا أمام الشيخ سلمان وهوالمقعد الذي كانت تعول عليه كثيرا ووضعت ثقلها فيه كيف ستنظرللإنتخابات القادمة على رئاسة الاتحاد2015 خاصة وأنها ستنظم كأس العالم2022 وبالتالي فهي تنظر لهذا المقعد ومقعد الفيفا2017 بنوع من الجدية والاهتمام بما يتناسب واستضافتها للمونديال.
ماذا عن الآسيويين ألذين ظلوا مسيطرين على الإتحاد أكثرمن 4 عقود حتى خرج ابن همام فأحدث انقلابا كبيرا في الاتحاد يحسب له لا عليه.
المؤكد أن الكل يبحث عن مصلحته ونحن جزء من هذا الكل والمصلحة ليست شرطا أن تكون في رئاسة الاتحاد وإنما في قيادته وهذا له حديث آخر.
والله من وراء القصد