تحدثت في زاوية الأمس عن تجربتنا في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على منصب الرئيس وترشيحنا للدكتورحافظ المدلج ثم انسحابه مشيرا إلى أن خطوة كهذه تتطلب المرور بثلاث مراحل متسلسلة (اتخاذ القرار وجس النبض وانطلاق الحملة)، ويعتمد نجاحها بعد توفيق الله على ثلاث دعائم رئيسة (مادية وبشرية وصلاحيات)، خاتماً الزاوية بالقول إننا إذا ما تجاوزنا خطأ الإعداد للحملة وإدارتها فإن الخطأ الأكبر ظهرأثناء سيرها وانسحاب د. حافظ والانضمام إلى معسكر أحد المرشحين ودعمه وهو ما سأتحدث عنه اليوم.
المعروف أن الوقوف مع مرشح ما ودعمه وإعلان ذلك بصورة واضحة يتطلب أحد أمرين:
ـ إما ضمان فوز هذا المرشح وقدرتك على أن تسهم في ذلك.
ـ أوعلاقة مميزة بالمرشح وعداء أو خلاف واضح مع الطرف الآخرلا يضعك الإعلان عن موقفك في موقف حرج بسببه.
في الانتخابات الآسيوية كانت علاقتنا بالكل الأطراف جيدة (السركال وسلمان) سواء كأفراد أو كدول وكان من الخطأ الإعلان عن انحيازنا لأحدهما ضد الآخر حتى لوكانت تلك قناعاتنا وأن نجيد فن اللعبة.
وبعد فوزالشيخ سلمان تغيرت لغة الخطاب لدينا بما يوحي أو يشير إلى أننا كنا معه وأن صوتنا ذهب إليه بل وإننا كنا لاعبا رئيسا في حملته ودعمه وفوزه بالمنصب.
هذا الخطاب لم يلق القبول أوالقناعة من الشارع الرياضي الذي تابع الانتخابات وردود الفعل وهذا يعني أحد أمرين:
ـ إما أننا كنا مع الشيخ سلمان من البداية وبالتالي كنا (نضحك) على يوسف السركال وأننا من الذين خدعوه كما قال.
ـ أو أننا لانعرف حجم قدراتنا وإمكانياتنا حيث كنا نعتقد أن صوتنا له تأثير كبير وأنه قادرعلى تغيير توجهات الآخرين واستمالتهم وعندما اكتشفنا أننا لانملك هذا الثقل انتقلنا إلى المعسكر الآخر.
أعتقد أننا ارتكبنا خطأ كبيرا بهذا الأسلوب أو هذه المناورة، إذ كان المفروض أن نكون صريحين وواضحين في توجهاتنا أوالعمل بصمت وهدوء ووفق مانراه يحقق مصالحنا وهو التصرف العقلاني الذي تعودنا عليه وأن نمسك العصا من الوسط ـ كما يقولون ـ وأن نجيد اللعبة بحيث نخرج في النهاية كاسبين الرئيس أيا كان لمصلحتنا بقناعته وشعوره أننا معه.
المؤكد والواضح أن أيا من المرشحين أوالمراقبين والمتابعين لم يعر المرشح السعودي أدنى اهتمام وكان خارج الحسابات بدليل عدم ورود اسمه أوالنقاش حوله وهذا نتاج طبيعي للسيناريو الذي تم على ضوئه ذلك.
فالتفكيرفي خوض الانتخابات جاء متأخرا وحتى عند الإعلان عنه كان التحرك فرديا من طرف المرشح الذي اقتصر دوره على محاولة التوفيق أوالانسحاب دون أدنى تفكير في جمع الأصوات أوحشدها ولعلها أول حملة انتخابية تتكون من شخصين (المرشح ومدير الحملة فقط) دون أدنى دعم مادي أو لوجستي وهو ما سبق أن تحدثت عنه في هذه الزاوية يوم أمس الأول تحت عنوان (حافظوا على حافظ) مما أعطى انطباعاً بعدم الجدية في خوض الانتخابات وأن دورالمرشح السعودي توافقيا ـ كما صرح هو بذلك ـ أو كمن يصلح ذات البين وهذا الدور بإمكانه القيام به دون أن يرشح نفسه خاصة إذا ما أدرك جدية المتنافسين وعدم قناعة أي منهما بالتنازل لمصلحة الآخر وهي خطوة إيجابية ستكون محسوبة له لو تمت وقام بهذا الدور المعلن وهو الدورالذي تعودنا أن يلعبه الاتحاد السعودي لكرة القدم وممثلونا في الجمعيات العمومية في الانتخابات الماضية.
2015 رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيكون سعوديا غدا لنا حديث.
والله من وراء القصد،،