في زاوية أمس (حافظوا على حافظ) حاولت أن أفصل بين د. حافظ الملج لذاته وبين حافظ كمرشح للمملكة لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أوعلى الأصح تجربة المملكة أوتجربة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم لمنصب الرئيس، بعدما لاحظت (شخصنة) البعض للقضية وتحميل حافظ وزرها إدارة وترشيحا وكفاءة، على أن أتناول في زاوية اليوم تجربتنا أوتجربة الاتحاد السعودي مع الانتخابات.
هذه التجربة التي اختلفت حولها ردود الفعل أولنقل حدة ردود الفعل لكنها اتفقت على نقدها وتخطئتها.
نتكلم هنا عن هذه التجربة .. ماذا حدث؟ وما الذي سيحدث؟
فهويطرح علامة استفهام، وكما أشرت يوم أمس ربما كان سرا يصعب الكشف عنه أوعلى الأقل التصريح به، لأن كل المعطيات والدلائل تشيرإلى ذلك، والأكثرغرابة في آلية التنفيذ وفي الأخطاء المصاحبة لها.
فالاتحاد السعودي لكرة القدم وتحديدا القياديون فيه وممثلونا في الاتحاد الآسيوي كلهم يملكون من الخبرة والكفاءة ما يجعلهم يدركون لعبة الانتخابات وآليتها.
الانتخابات لمنصب كهذا عادة ماتمربثلاث مراحل لايمكن فصل إحداها عن الأخرى:
الأولى:
بعد اتخاذ الاتحاد قراره يتم تحديد الشخص المناسب لهذه المهمة والذي يجب أن يتمتع بميزات معينة في الشخصية واتخاذ القرار والعلاقات .. إلخ.
الثانية:
بدء الاتصالات ومرحلة جس النبض حول مدى إمكانية ذلك وتقبلها من الأوساط الأخرى قبل الدخول في هذه المرحلة أوالتوقف، ومن هم المنافسون الآخرون؟ وهل بالإمكان التفوق عليهم أم لا؟
الثالثة:
الإعلان عن دخول السباق وتسمية المرشح وبدء مرحلة العمل الفعلي من اتصالات ومؤتمرات صحفية وإعلان عن البرنامج الانتخابي .. إلخ.
هذه العملية تختاج أيضا إلى ثلاثة أمور:
ــ دعم مادي لامحدود.
ــ إمكانات بشرية.
سرعة في اتخاذ القرار.
بمعنى شبكة من الكفاءات المتخصصة في مجال العلاقات العامة، بل إن بعض المرشحين يلجأ إلى شركات علاقات عامة متخصصة تضع برنامجه الانتخابي وتعمل على تنفيذه، بل وتضع له دراسة مسبقة عن إمكانية نجاحه من خلال استطلاع الرأي العام وبالتالي ترشيح نفسه أوعدم الإقدام على هذه الخطوة.
من المؤكد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم والقائمين عليه يدركون ذلك تماما.
ومن المؤكد أنهم لم يستطيعوا توفيرذلك بل لايملكونه، وحتى لوفكروا فيه فإن الوقت لايسعفهم، فاتخاذ القرارجاء متأخرا والتحرك كذلك وبيروقراطية الإجراءات لدينا فيما لوأردنا وضع برنامج عمل لترشيح سعودي ودعمه تحتاج لوقت طويل، وهذا ماطرح علامة الاستفهام وربما برأ ساحة الاتحاد وساحة حافظ نفسه الذي كان واضحا توجهه من خلال تحركاته وتصريحاته عندما أكد انسحابه إذا لم يتم الاتفاق على مرشح خليجي واحد، مدركا أنه لن يكون ذلك المرشح أوعلى الأقل صعوبة أن يكون، مما يعني أن خطوته هذه كانت تمثل الحد الأدنى الذي يجمع بين رغبة الترشيح للمنصب والإيمان بنتيجته.
وإذا ما تجاوزنا هذه النقطة، وأعني الدخول إلى السباق للاعتبارات السابقة مما نعرفه وما لانعرفه، فإن الخطأ الأكبرظهرأثناء سيرالحملة ثم بعد إعلان د. حافظ انسحابه من السباق والكشف عن هوية توجهه ودعمه المعلن لأحد المتنافسين (يوسف السركال) والتي كشفت عن أموركثيرة ستكون موضع الحديث في الزاوية الآتية بإذن الله.
والله من وراء القصد.