|


عبدالله الضويحي
(حافظوا) على (حافظ)
2013-05-05

 



تعمدت أن لا أتصل بالأخ د. حافظ المدلج منذ أن دارالحديث حول ترشحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لأنني لا أريد أن تتأثررؤيتي الشخصية برؤيته أوأي وجهة نظرأخرى خاصة أنني أدرك نتيجتها مسبقا.


أعرف (حافظ) زاهدا في المناصب راغبا في العمل حتى في الصفوف الخلفية، وهومن قاده فكره إلى اتحاد القدم بعيدا عن العلاقات الشخصية، ويدرك بحكم خبرته وكذلك رئيس اتحاد الكرة الأستاذ أحمدعيد ونائبه محمد النويصررفيق درب حافظ أن دخول هذه الانتخابات بهذه الصورة وأمام آخرين ظلوا يعملون أشهرا وربما سنوات ومن خلفهم دعم مادي ولوجستي هو رهان خاسر، وهومايدركه أي منصف أومتابع، وبالتالي فإن حافظ عندما دخل الانتخابات لم تكن رغبة شخصية بقدرماتم دفعه ليكون الواجهة في مهمة ظاهرها توافقيا وباطنها قد يكون كذلك وقد يكون سرا ربما يتم تسريبه ذات يوم                                                                        ولم يكن أمامه سوى التنفيذ لأنه الخيارالوحيد لهذه المهمة بدليل تأكيده الانسحاب إذا لم يتم الاتفاق على مرشح واحد.


وللأسف فإن الذين ناقشوا الموضوع هم فئتان وسأستثني ثالثة ضاعت وسط الزحام:


ــ فئة تدرك الحقيقة لكنها تريد شخصنة القضية في حافظ لأهداف معينة وهي فئة أبتلي بها وسطنا الرياضي أوأنها لاتملك الجرأة على قول الحقيقة فتضعه هدفا لها.


ــ وأخرى لاتدركها وتناقش على غيرهدى وكأن دخول الانتخابات يعني الفوز الحتمي وأن الخسارة تشويه لسمعة المملكة وتأريخها وتطالب بالمحاسبة.


هناك من تساءل باستخفاف من هوحافظ ومتى لعب كرة القدم وفي أي ناد وهل كان نجما مشهورا؟ ومن اتهمه بالبحث عن مجد ذاتي وتشويه سمعة المملكة، وأنه يريد من الآخرين التنازل له باردة مبردة، مع أنه أكد انسحابه إذا لم يتم الاتفاق على مرشح خليجي أيا كان، دون أن يدرك هؤلاء أو أنهم يدركون أن طفرة فيفا كانت في عهد هافيلانج(1975ــ 1998) وهوالذي لم يمارس كرة القدم في حياته، ثم بلاتروهو الآخركان في الأساس يعمل في قطاع السياحة، وكذلك بن همام والسركال وآل خليفة لم يمارسونها كلاعبين وإنما كانت لهم اهتمامات واكتسبوا الخبرات.


وغازي القصيبي رحمه الله دخل انتخابات اليونسكوممثلا للمملكة وهوشبه ضامن لها وخسردون أن تتأثرسمعة المملكة أويأتي من يتهم غازي بذلك.


وحتى حديثنا الآن عن أن رئيس الاتحاد الآسيوي القادم 2015 سيكون سعوديا أعتقد أنه نوع من التهدئة، إذ لايمكن أن تضمن مقعدا كهذا يحتاج لعمل وجهد، ثم متى كانت رئاسة الاتحاد الآسيوي دليلا على النجاح؟


كل نجاحاتنا السابقة في آسيا لم نكن وقتها أعضاء مؤثرين فيها بل هي التي قادتنا لنكون كذلك وكنا في فترة ما قادرين على قيادة الاتحاد ولم نبحث عنها.


وماذا استفادت سويسرا من رئاسة بلاترلفيفا وهونج كونج ثم ماليزيا من رئاسة الاتحاد الآسيوي طيلة نصف قرن؟ 


هل استطاع أي رئيس تمريرمصالح بلاده وتغليبها على مصالح أخرى؟


لماذا لم تبحث اليابان عن رئاسة الاتحاد الآسيوي وأسبانيا وألمانيا وإيطاليا وغيرها عالميا؟


رئاسة الاتحاد لن تجلب البطولات ولن ترفع من مستوى الكرة لدينا، لأن هذا يرتبط بالعمل من الداخل وتطويرمنظومته وهذا مايجب أن نفكرفيه ونعمل عليه.


أختم بكلمة وأنا مسؤول عنها يوم لاينفع مال ولابنون (حافظ المدلج نظيف اليد والقلب واللسان فحافظوا عليه).


  والله من وراء القصد.