لا تخلو أي انتخابات على أي مستوى كانت وفي أي توجه سياسيا كان أو رياضيا أو غير ذلك خاصة عندما يمتاز المرشحون أو المرشحان بثقل وكفاءة وعلاقات من إحدى مفاجأتين تسمى مفاجأة اللحظة الأخيرة ألتي لا تخرج عادة عن أحد أمرين:
ــ اختفاء صوت أو صوتين كانت مضمونة لأحد المرشحين وذهابها للآخر مرجحة كفته وهي أصوات غيرمعروفة طبعا.
ــ أو فوز ساحق لأحدهما في وقت كانت الترشيحات تشير إلى جولة ثانية أو فوز ضئيل مما لايعطي الفرصة للمرشح المنافس بالطعن أو التشكيك.
الأمر الثاني امتداد للأول لكنه يتجاوزه إلى عدة أصوات وليس صوتا أو صوتين ولهذا يخشى المرشح من هذه اللحظة مهما كانت ثقته بنفسه وبالأصوات الداعمة له فالناخب هو الشخص الوحيد في العملية الانتخابية الذي يعرف أين ذهب صوته.
لعبة الانتخابات لعبة لا نستطيع أن نقول إنها قذرة ولكن المؤكد أن دهاليزها لا تخلو من التعامل بوجهين.===
الانتخابات الآسيوية الأخيرة على مقعد رئاسة الاتحاد الآسيوي جسدت هذا من كل النواحي سواء في السباق نحو كرسي الرئاسة وفي الحملات الانتخابية أوفي النتائج.
يوسف السركال على سبيل المثال كانت كل الترشيحات تشير إلى أنه المنافس الأكثر شراسة لسلمان آل خليفة وأعلن أنه قد ضمن 12 صوتا وأنه واثق من ترشحه. والتايلندي ماكدوي أعلن اتحاد جنوب شرق آسيا قبل فترة المكون من 11 عضوا دعمه له وأعلن هو ضمانه لنفس العدد مع أمل بتشتت الأصوات وفي النهاية فاز الإثنان مجتمعان بـ13 صوتا فقط أي ما يعادل نصف الرقم الذي أعلنا ضمانه فأين ذهبت البقية؟
طبيعي أنها ذهبت للمرشح الثالث سلمان وربما ذهب أكثر من ذلك والعكس وهذا ما يؤكد "لعبة الانتخابات" ومن المؤكد أن أكثر المصدومين منها هو السركال.
المؤكد أن لا أحد كان يتوقع أن يتم حسم الانتخابات الآسيوية بهذه السهولة وبهذا الفارق من الأصوات (أكثر من 71%).
الأربعاء الماضي وفي هذه الزاوية قلت إن المعركة ستكون شرسة بين سلمان والسركال مبينا الأسس التي يستند عليها كل منهما (السركال بخبرته في الاتحاد وعلاقاته وإرث بن همام) و(سلمان بخبرته ونتائجه السابقة في المنافسة على مقعد الفيفا مع ابن همام ودعم أحمد الفهد له) وقلت في إشارة مبطنة لتوقعاتي لنتائج الانتخابات:
(ويبدو آل خليفة أكثر ثقة وهدوءاً من السركال من خلال تصريحاته وأوراق اللعبة التي يمسك بها ويعتمد عليها فيما يبدو السركال أكثر تخوفاً وهو ما اتضح من خلال تصريحاته وانفعاله ضد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد وشعوره أن دخوله في اللعبة قد يغير الكثير من الموازين)
وختمت الزاوية قائلا:
(ما يهمنا كشارع خليجي أن يفوز أحد مرشحينا وأن لا ينعكس فوزه على العلاقات بين دول مجلس التعاون بقدر ما يكون داعماً لها وأعمالها ومصالحها في الاتحاد)
وهذا ما نحتاجه الآن وأؤكد عليه مرة أخرى.
فوز الشيخ سلمان آل خليفة برئاسة الإتحاد الآسيوي لكرة القدم وعضوية تنفيذية الفيفا كممثل لآسيا التي كان ينتظرها ويخطط لها يعني أن صفحة ابن همام قد طويت بكل ما فيها وربما برجالاتها لكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من تلك المرحلة التي حفلت بإيجابيات كثيرة وبكفاءات أسهمت في نجاحها سواء التي عاصرت ابن همام أوالضخ بدماء جديدة وهذه مسؤولية الشيخ سلمان الذي يبحث عن مصلحته المستمدة من مصلحة الكرة الآسيوية.
والله من وراء القصد