كلما هبط فريق من دوري المحترفين إلى دوري ركاء منذ كان المسمى الدوري الممتاز والدرجة الأولى ظهرت أصوات من الفريق الهابط تتهم التحكيم وأخطاءه بأنها السبب في ضياع عدد معين من النقاط كانت كفيلة ببقائه وتطالب المسؤولين بزيادة عدد فرق الدوري لكي يبقى الفريق وتطالب المسؤول الأعلى بالنظر بعين العطف إلى تاريخ الفريق وعراقته وأنه لا يستحق الهبوط.
يذكرني هؤلاء بالطالب الذي يرسب في الاختبار النهائي فيتهم المعلم بأنه ضده وهو الذي لم يجتز اختبارات الفصل الأول ودرجات المشاركة لديه متدنية وضعيفة، هؤلاء لا يأخذون العبرة من الفرق الأخرى ولايؤمنون باللوائح وأن الفوز والخسارة والبطولة والهبوط نتاج طبيعي لأي منافسة.
الدوري طويل ولدى كل فريق 26 محاولة للبقاء وإذا كانت أخطاء التحكيم ـ كما يقولون ـ سبباً في الهبوط فإن أخطاء التحكيم أيضا أضاعت بطولات على أندية أخرى وهي ليست مبرراً لهذه النتائج.
وعراقة الفريق وتاريخه لا تمنع من تطبيق النظام أوهبوط الفريق وعلى المستوى العالمي هناك فرق عريقة وذات تاريخ هبطت لدرجات أدنى ثم عادت ولدينا هنا "الشباب" مثال حي على العمل وإعادة البناء فقد هبط رغم تاريخه واسمه وعراقته في بدايات الدوري الممتاز إلى الدرجة الأولى ثم عاد في الموسم التالي وخلال 10 مواسم بعد عودته حقق بطولة الدوري 3 مرات متتالية وعاد بطلاً على مستوى آسيا والعالم العربي والآن هو من الكبار اسماً ومستوى ونتائج وحضورا في كل المناسبات حتى غير الرياضية.
(عين العطف) و(أخطاء التحكيم) ليست مبرراً وليست علاجاً بقدر ما هي مسكنات أو هروب من الحقيقة.
العمل الحقيقي يبدأ من الداخل وبإعادة البناء من خلال خطة واضحة تأخذ في الاعتبار إعادة أهل الدار أولاً ثم والشعور بالمسؤولية تجاه النادي.
هناك فرق وأندية تملك كل مقومات النجاح وأساساته لكنها لا تعرف كيف تستثمر هذه المقومات.
ـ الفتح وهجر
في الأحساء حقق الفتح بطولة دوري زين بعد 4 مواسم فقط قضاها في هذا الدوري وهبط هجرإلى دوري ركاء بعد موسمين قضاهما في دوري زين.
الفتح كان قد مرعلى هجر في دوري الدرجة الأولى قادما من الثانية ثم تعداه إلى دوري المحترفين وهذا يذكرني بشقيقين من رحم واحد تربيا في نفس المنزل أحدهما تفوق في دراسته ونجح في حياته والآخرعلى العكس ثمة أسبابا لهاتين الحالتين.
ـ الفريق الرابع
وفق نظام الاتحاد السعودي الكرة القدم فإن الذي يمثلنا في بطولة الأندية الآسيوية هو بطل كأس خادم الحرمين الشريفين وفرق أخرى من الدوري وفق أفضلية الترتيب بمعنى أن صاحب المركزالرابع أوالثالث (حسب عدد المقاعد) مهدد بعدم المشاركة في البطولة فيما لو فاز بالكأس فريق يليه في ترتيب فرق الدوري.
نحن ندرك أن الهدف من ذلك إعطاء اهتمام للمسابقة من قبل الأندية ودعماً لها وهذا صحيح إلى حد ما على أنه ليس سبباً رئيساً في قوتها أو أهميتها إذ إن هذه المسابقة تستمد أهميتها في الأساس من مسماها ورعاية خادم الحرمين الشريفين لها والقيمة المالية لجائزتها.
هنا أتساءل .. أيهما أكثر جدارة وأحقية وأقدرعلى تمثيل الكرة السعودية صاحب المركز الثالث أو الرابع في الدوري أم الخامس أوالسادس وربما السابع؟ خاصة إذا أدركنا نظام المتسابقين.
والله من وراء القصد،،،