لا يكاد هذا المقال يخرج للقارئ الكريم إلا وقد بدأ العد التنازلي بالساعات لانتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي ستجري في ماليزيا عند الساعة العاشرة من صباح غدٍ الخميس 2 مايو (الخامسة فجراً بتوقيت السعودية)، حيث أكتبه الثلاثاء ليلة الأربعاء بل ربما اتضحت الكثير من الرؤى حولها خاصة قائمة المرشحين. والمتابع لما يجري على الساحة الآسيوية يشعر وكأن المرشحين للمنصب اثنان فقط هما سلمان آل خليفة (البحرين) ويوسف السركال (الإمارات). فالتايلندي ورواي ماكودي بعيد عنا جغرافياً ووجدانياً، وبالتالي عن المشهد الإعلامي وبرنامجه الانتخابي لا يشير إلى قوته حيث ركز على دعم الاتحادات الفقيرة وتوزيع الثروة وضمان 11 صوتاً من أصل 47، ويأمل في تشتت الأصوات. والسعودي د. حافظ المدلج من الواضح أن دخوله السباق لم يكن بهدف الرئاسة إذ جاء متأخراً وبشروط يصعب أن تتحقق ليسير في طريقه نحو الرئاسة وتصريحاته تلمح إلى ذلك واحتمال انسحابه وارد بعد أن حقق الهدف من دخوله. انتخابات هذه المرة رغم أنها استثنائية وغير مغرية لقصر المدة التي سيقضيها الفائز على كرسي الرئاسة قبل انتخابات 2015 إلا أنها تعتبر الأعنف في نظري، إذ يتسابق عليها ولأول مرة 4 مرشحين منهم 3 خليجيون وهم الذين تعودنا منهم توحيد الصف والرأي في مثل هذه المواقف حتى وصلت هذه المرة لدرجة الخلاف وليس الاختلاف ودخلت أطراف أخرى لا علاقة لها بالوضع بصورة مباشرة معلنة دعمها لبعض المرشحين. التنافس سينحصر في نظري بين السركال وآل خليفة للأسباب التي ذكرتها لاعتماد كل منهما على ثلاثة أسس: سلمان آل خليفة ـ خبرته السابقة عندما تنافس بقوة مع رئيس الاتحاد السابق محمد بن همام على مقعد آسيا في الـ(فيفا) مما يؤكد قدرته على حشد الأصوات لصالحه. ـ دعم رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد له ووضع كل ثقله الشخصي وربما ثقل المجلس في دعمه. ـ التغيير وضخ دم جديد برؤية جديدة في قيادة الاتحاد. يوسف السركال ـ خبرته كرجل الاتحاد الثاني ومعرفته بأسراره وأوراقه المخفية. ـ أنه الساعد الأيمن لرجل الاتحاد القوي السابق محمد بن همام وخريج مدرسته. ـ الدعم السعودي والقطري المعلن وتأثيرهم على كسب الأصوات لصالحه في صفقة مصالح مشتركة ومنطقية السركال لآسيا والمدلج نائباً له والذوادي للفيفا. ويبدو آل خليفة أكثر ثقة وهدوءاً من السركال من خلال تصريحاته وأوراق اللعبة التي يمسك بها ويعتمد عليها. فيما يبدو السركال أكثر تخوفاً وهو ما اتضح من خلال تصريحاته وانفعاله ضد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد وشعوره أن دخوله في اللعبة قد يغير الكثير من الموازين. وبينما يتفرغ السركال للكرسي الآسيوي فإن آل خليفة يحارب على جبهتين إحداهما أمام السركال لرئاسة الاتحاد الآسيوي والأخرى أمام القطري حسن الذوادي لعضوية المكتب التنفيذي في الفيفا، وهو المقعد الذي سبق أن تنافس مع بن همام عليه مؤمناً بأن الفوز بالاثنين يخدم الكرة الآسيوية. الفترة الرئاسية المقبلة ليست مغرية زمنياً لكنها قد تكون فرصة ينجح من خلالها الرئيس لقيادة الاتحاد للدورة القادمة 2015. ما يهمنا كشارع خليجي أن يفوز أحد مرشحينا وأن لا ينعكس فوزه على العلاقات بين دول مجلس التعاون بقدر ما يكون داعماً لها وأعمالها ومصالحها في الاتحاد. (بعد أن انتهيت من المقال وطباعته وقبل الدفع به إلى الجريدة سرت أنباء عن نية حافظ المدلج الانسحاب لمصلحة السركال ولا أعلم ماذا سيكون مصير التايلندي). والله من وراء القصد،،،