تميز هذا الموسم بعطاءات لافتة من خلال الدوري العام ونتائج غير مألوفة وأبطال كسروا قاعدة التفرد وحصرية البطولات ولا نعلم ماذا تخبئ لنا الكأس؟
ما أشبه الليلة بالبارحة ..
فبالأمس حقق الفتح من "المبرز" في الأحساء بطولة دوري زين وقصة هذا الـ (فتح) معروفة ويبدو أن أثرها إمتد لدوري ركاء فأعلن "العروبة" من مدينة سكاكا بمنطقة الجوف أنه لن يكون أقل قدرة وكفاءة على صناعة الإنجاز بل ربما كان إنجازالعروبة أكثر إعجازا من غيره كعملية نسبية إذا ما أدركنا سرعته في ظل صعوبة المسلك وحمى المنافسة في هذا الدوري.
فالعروبة هو الأصغر عمرا والأقل تجربة بين فرق دوري ركاء والتجربة هنا لاتعني في الدوري بذاته بقدر ما هي التجربة بمفهومها الشامل وفي الرياضة بعمومها وعلى الأخص كرة القدم.
عندما تأسس نادي العروبة قبل 40 عاما تقريبا وتحديدا في عام 1395هـ 1975م تحت مسمى العميد ثم تغير إلى العروبة بعد 20عاما كانت بعض فرق دوري ركاء تقارع الكبار وتلعب على النهائيات والبطولات القارية وبالتالي فهي تملك من خبرة المنافسة ما يفوق سني عمره لكن الإصراروالقدرة على التخطيط السليم والإرادة صنعت المستحيل.
ربما لم يكن أحد يتصور أن يصعد العروبة لدوري عبداللطيف جميل بهذه السرعة وهذا ليس تقليلا من إنجازه وجدارته بالصعود بقدر ما هو والواقع المبني على حقائق ملموسة وربما أيضا كان الفريق الوحيد الذي مرعلى جميع درجات التصنيف الكروي بدءا من الدرجة الثالثة إلى الممتازة (دوري جميل) مرورا بالثانية ثم الأولى (ركاء) كان مروره في بعضها مرورالكرم والفريق الذي ظل متأرجحاً في العقد الأخير بين الدرجتين الأولى والثانية لم يستطع تجاوزالمركز العاشر في الدرجة الأولى وقبله الحادي عشر خلال موسمين فقط قضاهما في هذه الدرجة بعد عودته من الهبوط في موسم سابق تمكن أن يختصر مسافة التفوق في إنجازغير مسبوق بعد أن بلغ أشده وبلغ أربعين سنة أو شارف عليها ما يجعلنا نصفه بالإعجاز تاركاً للآخرين تلمس الطريق والبحث عن خطواته لمرافقته في درب (جميل).
وإذا كان فريق العروبة هو بطل هذا الإنجاز فعلينا أن نتجاوزه إلى ما هوأبعد.
ففوز العروبة لم يكن صعودا إلى دوري جميل فقط
وفوز العروبة لم يدخل به إلى دائرة الضوء
أو أن يبحث من خلاله عن الإعلام وأن تتسلط عليه الأضواء
نعم .. كل هذا صحيح لكنه في ذات الوقت إنجاز للمنطقة ونقلها إلى دائرة الضوء سواء المنطقة بذاتها أوأبنائها.
"الجوف" التي كانت تتمنى وتتطلع أن يزورها فريق أونجم كبيرأصبحت محط الأنظار ووجدت هؤلاء يتجهون إليها.
13 مباراة ستشهدها الجوف المنطقة و(سكاكا) المدينة يشارك فيها فرق تجاوزت إطارالمحلية إلى العالمية ونجوم كذلك لم يكن بعض أو كثير من أبناء المنطقة يعرفون عنهم إلا من خلال الإعلام والفضائيات.
هذا الحراك الرياضي لن يكون انعكاسه على المنطقة رياضيا أوشبابيا فقط بقدر ما يمتد ذلك إلى الحراك الاقتصادي والتجاري فيها سواء على صعيد الأفراد أوالقطاع الخاص الذي سيستفيد ولاشك من تواجد هذه الأعداد بين فترة وأخرى ومتطلبات هؤلاء واحتياجاتهم من إقامة وإعاشة وتنقلات ..إلخ.
"العروبة" صعد إلى دوري"عبداللطيف جميل" ومن حسن الصدف أن ولادته كانت في ذات التاريخ التي كانت فيه الكرة السعودية حبلى تنتظر ولادة الدوري السعودي فهو الآن أصغر المشاركين وآخر العنقود أو"القعده" كما نقول لكن عليه ألا ينظر إلى أنهم سيدللونه وهم يلعبون معه بل ربما طردوه ولهذا ننتظر خربشاته وتطاوله عليهم والاستمرار في اللعب معهم.
والله من وراء القصد،،،