يحسب لإدارة نادي الاتحاد الحالية في قرارها الأخير بالاستغناء عن عدد من لاعبي الفريق شجاعتها في اتحاذ القرار وهو ما افتقده الاتحاد منذ زمن لكن الشجاعة أو القدرة على اتخاذ القرار لا تكفي وحدها ليأخذ القرار أبعاده ويحقق أهدافه. يقول الشاعر العربي: (الرأي قبل شجاعة الشجعان فهو أول وهي المحل الثاني) قبل أن ندخل في التفاصيل لابد من التأكيد على نقطة هامة يجب أن يدركها الجميع بما فيهم اللاعبون وهي (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك) وبالتالي فإن التغيير والتجديد سمة من سمات الحياة. شئنا أم أبينا فإن القرار كان ردة فعل على خسارة الفريق من الهلال 2ـ4 في المباراة الدورية الأخيرة، أو أنها عجلت به وإذا اتفقنا على صحته أو على التصحيح بصورة عامة فهل مباراة الهلال الدليل الوحيد على الوضع وضرورة تصحيحه أم أنها المسمار الأخير في النعش الاتحادي؟. الاتحاد والكل يدرك ذلك بدأ يعاني هبوطاً في مستواه وحضوره الفني منذ ثلاثة مواسم وفي هذا الموسم بالذات، فالديون ومعسكر الكويت وخروج اللاعبين من معسكر الفريق ليلة مباراتهم مع الهلال للسهر لدى أحد أعضاء الشرف دلائل على الأخطاء الاتحادية وصك براءة لهؤلاء السبعة أوعلى الأقل تنصفهم في هذا الوقت. سنأخذ هذه القرارات من جانبين أحدهما إداري ومنطقي والآخر نظامي وقانوني. الناحية الإدارية: هل أخذت رأي أعضاء الشرف في قرار إستراتيجي كهذا يتعلق بمستقبل الفريق؟.. الإدارة أشارت لذلك في بيانها، لكن الأستاذ أحمد حسن فتيحي أكد أنها استشارت بعض الأعضاء وهذا يعني وضعها في موقف حرج في علاقتها مع المجلس الشرفي. الناحية النظامية: ما لفرق بين إبعاد اللاعب عن الفريق أو منحه إجازة مفتوحة لنهاية الموسم؟.. المحصلة النهائية إبعاده عن المشاركة بمعنى الاستغناء عن خدماته فاللاعب يفقد حساسيته على الكرة في حالة انقطاعه عنها وإذا تجاوزنا الحالة الأولى المتعلقة بإبعاده عن تمثيل الفريق فماذا عن الثانية؟.. اللاعب المحترف هو موظف يتقاضى أجراً على عمله، وإيقافه عن العمل يعني أحد أمرين: ـ إما إيقاف رواتبه، وهذا لا يجوز دون مسوغات قانونية. ـ أو صرفها وهو موقوف، وهذه مخالفة صريحة وواضحة للنظام ودليل فساد إداري ومالي. كان المفروض والإدارة الاتحادية تنوي اتخاذ هذه الخطوة وبالتنسيق أيضاً مع أعضاء الشرف: ـ إما إبعاد اللاعبين أو بعضهم عن تمثيل الفريق مع بقائهم في التدريبات أو في دكة الاحتياط. ـ أو تحمل الوضع حتى نهاية الموسم إذ لم يعد فيه متسع، والرؤية قد اتضحت عن وضع الفريق. وفي كلا الحالين لا يتم إعلان ذلك على أن يتم عقد اجتماع معهم في نهاية الموسم وأخذ رأيهم في مستقبل الفريق وإبلاغهم بقرار الاستغناء والتصحيح وتسوية أوضاعهم المالية وتكريمهم التكريم الذي يليق بهم وتأريخهم وما قدموه للاتحاد أو ترك الحرية لهم باتخاذ ما يرونه مناسباً لهم. إدارة الاتحاد وجدت نفسها أمام أخطاء تسجيل إبراهيم هزازي ومشاكله وتسجيل الفريدي والكابتنية وأربعة الهلال مما أفقدها التركيز فعجلت بالقرار. القرار صدر ولا أعتقد أن الإدارة ستتراجع عنه، واللاعبون أنفسهم خاصة الكبار منهم لن يرضيهم رفع العقوبة وسيدفع الاتحاد ثمن القرار خاصة وأن لهؤلاء حقوقاً مادية كبيرة سواء مقدمات عقود أورواتب متأخرة لعدة أشهر. ومن المؤكد أن الإدارة الاتحادية التي تسببت في شرخ مجلس أعضاء الشرف قد أدخلت نفسها في نفق مظلم ربما كانت ضحيته لكن المؤكد أن المستقبل سيحفظ لها هذا القرار بكثير من الإعزاز والتقدير. والله من وراء القصد،،،