في برنامج (الأخضر إلى آسيا) الذي تبثه القناة الرياضية الثانية مواكبة لرحلة المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأمم آسيا 2015 في أستراليا تحدثنا -الزميلان شايع المسعر وخالد المصيبيح وأنا- عن دور الإعلام في هذه المرحلة وهو المحور الرئيس الذي دارت حوله الحلقة، وعلاقة القائمين على الإعلام في المنتخب مع وسائل الإعلام الأخرى، وتطرقنا إلى الانفتاح الإعلامي وصعوبة السيطرة على الإعلام وقدرته في الحصول على المعلومة، حيث أشار الزميل المصيبيح إلى ذلك ومقارنته بما قبل هذا الانفتاح ممرراً الكرة لملعبي كشاهد عصر على تلك المرحلة. هذه الإشارة تجرني للحديث عن ذلك في هذه الزاوية التي اعتدت تخصيصها يوم الجمعة للقراء أو بعض المواضيع المتعلقة بالتأريخ الرياضي. تعود بي الذاكرة إلى عام 1386هـ - 1966م عندما سافر منتخبنا إلى باكستان لأداء بعض المباريات الودية، حيث لعب أربع مباريات تعادل في اثنتين (1ـ1 & 2ـ2) وفاز في واحدة 4ـ2 وخسر أخرى 1ـ3 كنت أستمع عصراً لبرنامج الرياضة الإذاعي والمذيع يقول مبرراً بعض النتائج أنهم لعبوا في أرض مزروعة وأخرى تحت الأنوار الكاشفة ليلاً. لم أستوعب الأرض المزروعة كطفل أنهى العقد الأول من عمره واستنكرت اللعب ليلاً ونحن الذي تشبعنا بثقافة الضرر النفسي من اللعب في الليل أياً كان ناهيك من لعب الكرة وأن الشياطين هي التي تلعب أو تظهر في الليل... إلخ. الشاهد في الموضوع أن نتائج المباريات وتفاصيلها أتت متأخرة وبعد العودة من الرحلة وبالتالي فإن مباريات كهذه وحتى في بداية دورات الخليج وغيرها كان التعذر بهطول الأمطار أو التحكيم وغير ذلك من المبررات في زمن تغيب فيه الشفافية وتحسين الوضع أمام المسؤول، وإخفاء الأخطاء عن المتلقي هو السائد وقتها ظهر المثل المصري الشهير (كله تمام يا فندم)، وكنا نؤمن بهذه المبررات ونصدقها إيماناً منا بمصداقية الصحفي وثقتنا أيضاً في المسؤول والحالة ذاتها تنطبق أيضاً على الدوري المحلي إذ ننتظر لليوم التالي لمعرفة النتيجة وهي في نفس المدينة وربما أكثر إذا كانت في مدينة أخرى وأعني هنا قراءتها عبر الصحف لكن مع دخول النقل الإذاعي والتلفزيوني في النصف الثاني من تلك الفترة أعطى بعداً جديداً لمتابعة الأحداث وإن ظلت صعبة، وأذكر أننا في النصف الأول من الثمانينيات قبل ثلاثة عقود وأقل كنا نستعين بالدوريات للحصول على بعض النتائج خاصة في بعض المناطق كالخرج وخميس مشيط وغيرها، وربما حتى المدن بدلاً من انتظار وصول المندوب إلى المكتب ثم الاتصال بالهاتف الثابت لكن على المستوى الخارجي ظل لفترة طويلة إلى أن بدأ النقل التلفزيوني المباشر للأحداث ومن ثم الانفتاح الإعلامي. ما أريد أن أصل إليه أننا في هذا العصر لم يعد الحصول على المعلومة محصوراً في المصدر الرسمي ولم يعد هذا المصدر قادراً على إخفائها وهو ما يجب أن يدركه حتى أدق المعلومات المتعلقة باللاعب وإصابته أو أسباب إبعاده أو تمثيله الفريق أو المدرب وخلاف ذلك ولم يعد الصحفي بحاجة للجري خلف المسؤول بحثاً عن إجابة معينة أو معلومة محددة فقد تعددت المصادر والأساليب وأصبح هناك تناسب عكسي بينها وبين الجهد المبذول للحصول عليها. على هذا الأساس يجب أن نتفهم طبيعة عمل المنسق الإعلامي للمنتخب وأن يدرك المسؤول أن التعامل مع الإعلام يجب أن يعتمد الوضوح والشفافية وصدق المعلومة، وأن يحترم كل طرف خصوصية الآخر ومهامه وهو ما يجب أن تقوم عليه العلاقة بين المنتخب والإعلام. والله من وراء القصد،،،