استوقفني خبر نشرته العربية نت منسوباً إلى صحيفة (بي كي إس بيانغ) الإلكترونية المشهورة.. وللأسف أنني لم أشاهده في صحافتنا خاصة المشهورة والمعروفة حول لاعب ريال مدريد التركي الأصل الألماني الجنسية مسعود أوزيل، أكد فيه أن زميله في الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو (يكون في حالة سكينة لدى سماعه لي وأنا أتلو آيات القرآن الكريم).. مضيفاً: (إنه دائماً ما يريدني أن أعلمه قراءة القرآن، وهو الآن يستطيع تمييز بعض الحروف الهجائية؛ وأن السورة المفضلة لديه هي الفاتحة وأن هذا قد يكون وسيلة لهدايته).
في ظني الشخصي وقبل الدخول إلى صلب الموضوع:
ـ أن اهتمام رونالدو بالقرآن لم يأت من فراغ ودون مقدمات.
ـ وأن أوزيل لم يقصد أن يدعو رونالدو أو يتجه إليه ويسمعه القرآن.. لكنه الأسلوب والقدوة أو الممارسة.
زويل تعود كما هو معروف عنه أن يقرأ الفاتحة قبل أيّ مباراة ويتمتم بها، ومن المؤكد أن تصرفاً كهذا يتكرر باستمرار لفت نظر رونالدو إلى هذه (الطقوس)، وماذا تعني ولماذا؟.. وربما سأل زويل عنها وأجابه عن تأثير القرآن والفاتحة في بداية أي عمل ما جعله يهتم بالموضوع.. أما لماذا رونالدو بالذات دون غيره فلا شك أن هذا من الله سبحانه، وربما أن رونالدو قريب من زويل أو الأقرب عن سواه من اللاعبين سواء في النادي أو على الأقل أثناء النزول للملعب مما لفت نظره.. ومن هنا يأتي دور السلوك والتمسك بالقيم والمبادئ السامية ودور ذلك في التأثير على الآخرين.
نحن جميعاً ندرك أن غير المسلمين في عمومهم يعانون من فراغ روحي، وبالتالي فمن السهل أن يتأثر بمن حوله، وكلما كانت تصرفات الشخص وأسلوب حياته تتجه نحو المثالية وذات تأثير في نجاحاته كلما امتد ذلك لمن حوله بصورة غير مباشرة والتأثير غير المباشر أبلغ أثراً وأبعد مدى في الآخرين، وكثير من غير المسلمين كان إعجابهم بانتظام المسلمين في الصلاة في وقت واحد وعلى قلب واحد سبباً في هدايتهم أوالصيام أو تأمل بعض الآيات ذات الإعجاز العلمي أو العددي أو غير ذلك.. وهنا تقع المسؤولية على شبابنا بأن يكونوا قدوة لغيرهم ومثالاً حياً لمجتمعهم وأمتهم.
وفي هذا الصدد أتابع بإعجاب واحترام شديدين ما يقوم به المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبطحاء من دور في تعريف غير المسلمين خاصة من الرياضيين الموجودين في الملاعب السعودية أو الذين يقومون بزيارتها على الإسلام عبر بعض الإهداءات التي تتحدث عنه كدين محبة وتسامح، وشامل لكل مناحي الحياة، حيث تقوم بدور كبير في هذا الجانب وفق برامج معدة وممنهجة يقوم عليها عدد من الاختصاصيين المحتسبين، وتحتاج منا لكثير من الاهتمام والدعم المعنوي والمادي احتساباً لأجري الدنيا والآخرة، خاصة الأخيرة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.. والحديث يجرنا أيضاً إلى الندوة العالمية للشباب الإسلامي واستثمارها للتجمعات الشبابية العالمية مثل الأولمبياد وكأس العالم لإقامة معارض دعوية وبث تعاليم الإسلام بين غير المسلمين والاستفادة من الرياضين المسلمين في هذه المنتخبات والأندية كرسل سلام، وقد سبق أن تحدثت عن ذلك أثناء كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010.
ليس شرطاً أن يهتدي هؤلاء ويدخلون في الدين الإسلامي، (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).. لكن المهم كيف تكون نظرتهم لهذا الدين؟.. وهذا ما يعيدنا لمقولة الإمام محمد عبده المشهورة عندما سألوه عن باريس كيف وجدتها بعد عودته منها 1885 فقال: (وجدت إسلاماً بلا مسلمين).
والله من وراء القصد،،،