كيف ننظر لما يحدث هذه الأيام بين اتحاد القدم والأندية؟.. وهل هو ظاهرة صحية؟..
وإذا كان نادي الهلال هو الذي في الواجهة وفي صدام مع اتحاد الكرة لأنه الأكثر تضرراً فهذا لا يعني أن الأندية الأخرى لا تقف معه.
لو حدث لأي نادٍ ما حدث للهلال لاتخذ نفس الموقف وأندية الشباب والأهلي والاتفاق هي الأخرى متضررة، لكن بدرجة أدنى فالعملية هنا نسبية حسب موقفها من بطولة الدوري وقوة المجموعة التي تلعب فيها آسيوياً وأماكن المباريات كما أنها وجدت في الهلال من يتحدث نيابة عنها أوعلى الأقل يعبر عن رأيها إن لم يتحدث.
لنترك الهلال بذاته ولنتحدث بصورة عامة عن الوضع والتساؤل الذي طرحته في البداية.
من المؤكد أنه ليس من مصلحة الكرة السعودية أن يتصادم الاتحاد مع الأندية وأن يختلف الطرفان وتنعدم الثقة بينهما، لكن من جانب آخر فإن من مصلحتها أيضاً أن يختلفا ثم يتفقان في النهاية بعد الوصول لقناعات مشتركة واحترام كل منهما لحقوق الآخر.
في زمن الاحتراف وما تدفعه الأندية من مصاريف على لاعبيها المحليين والأجانب وتمثيلها الكرة السعودية خارجياً لم تعد الأندية أدوات أو أجهزة تنفيذية لما يريده اتحاد الكرة وإنما شريك إستراتيجي في التطوير والإنجاز وسياسة (الاتحاد يقرر والأندية تنفذ) لم يعد لها وجود، وهذا ما يجب أن يدركه اتحاد القدم والقائمون عليه.
الأندية -وأنا متأكد من ذلك- ليس لديها مانع أن يعسكر لاعبوها مع المنتخب عشرة أيام رغم أن تعليمات الـ(فيفا) 4 فقط، لكن يفترض أن تكون على بينة من أمرها بوقت كافٍ بمعنى منذ بداية الموسم، أما أن يتم الاتفاق على ذلك وفجأة يقرر الاتحاد ويطلب من الأندية التنفيذ فهذا ما لا تقره الأندية وهو ما تتحفظ عليه وهذا حق من حقوقها.
الأمر في غاية البساطة، لكننا نعقده ونوحي بصعوبته عندما (يركب كلٌّ منا رأسه) ويصر على رأيه ويعتقد أن تراجعه أو تصحيحه للخطأ نوع من التنازل عن قناعاته وضعف في شخصيته.
الأمر لا يتطلب أكثر من اجتماع تنسيقي قبل بداية الموسم بين الأندية واتحاد القدم يضعون أمامهم أجندة الموسم كاملة بمسابقاته والمشاركات الخارجية وهي معروفة مسبقاً سواء المتعلقة بالأندية أوالمنتخبات بالأيام والتواريخ على مدى سنوات قادمة لا تتغير ولا تتبدل فجأة، ومسافات السفر معروفة وثابتة وعلى ضوء هذا كله يتم إقرار الجدول ووضع المباريات، وتعتمد وفق محضر من الطرفين لا يتم تعديله أو تغييره وحينها لا أحد يملك حق الاحتجاج أو الاعتراض على الطرف الآخر.
والذين يتشبثون بالوطنية ويتمسكون بها من منطلق مصلحة المنتخب ويدافعون عن أشخاص معينين في اتحاد القدم هم أول من سيتهمون الاتحاد ويتخلون عن هذه القناعات عندما يتعلق الأمر بأنديتهم من منطلق أنها تمثل الوطن.
الحديث هنا لا يمس أشخاصاً بذاتهم ولا يدافع عن أندية معينة بقدر ما هو حديث عن اتحاد القدم وعن كل الأندية التي تمثل الوطن مستقبلاً وعن مصلحة الكرة السعودية أولاً وأخيراً.
اتحاد القدم أخطأ هذا الموسم وهذه حقيقة يجب أن يعترف بها وأخطأ مرة أخرى بإصراره على الخطأ وعدم تصحيحه رغم إمكانية ذلك لأنه لا يريد أن تكون سابقة وهذا من حقه، وسيدفع الثمن باتهامه بمحاباة أندية دون أخرى وهو براء من ذلك عندما يصحح هذا الخطأ في المواسم المقبلة وهو ما أعلنه وقرر أن يعمل عليه من الآن.
والله من وراء القصد،،،