|


عبدالله الضويحي
الكتاب الرياضي
2013-03-12

 


كلما يحل معرض الرياض الدولي للكتاب خاصة في السنوات الأخيرة وبعد أن أصبح جزءاً من ثقافتنا وبرنامجاً ثابتاً في أجندة وزارة الثقافة والإعلام ضمن نشاطاتها الثقافية والإعلامية المختلفة بعد أن تولت مهمة الإشراف على الثقافة أتساءل:


أين الكتاب الرياضي من المعرض؟ وما هو موقعه من الإعراب؟ وفي كل مرة أزور فيها المعرض أبحث عنه خاصة في دور نشرنا المحلية لأنني هنا وإن كنت أتكلم عن هذا الكتاب بصورة عامة إلا أنني أتحدث عن كتابنا الرياضي المحلي وأعني الذي يهتم بالشأن المحلي ورياضتنا وكتابنا المحليين.


أتساءل وهو تساؤل مشروع لم يأت من فراغ لأننا نملك إرثاً رياضياً ضخماً وتاريخاً يتجاوز العقود الثمانية وربما مشارف القرن إذ يعود تأسيس أقدم ناد في المملكة حتى الآن وهو الاتحاد إلى ما قبل إعلان توحيدها بأربع سنوات تقريبا، هذا عدا البدايات التي أسست لهذه الرياضة وما تبع ذلك من تطور ملحوظ في البنى الأساسية أو في التنظيمات والحضورالسعودي في المنظمات والهيئات الخارجية سواء على صعيد النتائج أوعلى مستوى الأفراد يضاف إلى هذا كله كوادرسعودية مؤهلة أكاديمياً وخبرة لطرح مثل هذا الكتاب وهنا لا أعني فقط الكتب التي تعتمد على الرصد التاريخي والتوثيق وهي مهمة إن وجدت ولكن أيضا ما يتعلق بالمعارف والعلوم الرياضية.


ولعلي هنا من باب الإنصاف أذكر الجهود الكبيرة لسعادة الدكتور أمين ساعاتي عميد المؤرخين الرياضيين أو رائد التوثيق الرياضي الذي أصدر سلسلة كتب عن تاريخ الحركة الرياضية في المملكة على عدة أجزاء، وقد صدرت من عقود وأعاد إصداره بإضافة بعض التعديلات عليه إلى جانب إصداره أيضا لتاريخ الإعلام الرياضي في المملكة وقد بحثت عنها كثيراً في العرض وغيره لكنني للأسف لم أعثر على نسخ منها.


وجاء الزميل والأخ والصديق الأستاذ تركي الناصرالسديري ليعطي مفهوماً جديداً في التأليف الرياضي ونقطة تحول فيه من خلال كتابه الذي دشنه في هذا المعرض (الإسلام والرياضة) وإن كنت لم أطلع عليه لكنني أثق بمحتواه لأنني أعرف تركي وثقافته ويكفي أن الكتاب فاز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام لهذا العام كما أنني سبق وقرأت سلسلة من المقالات للزميل تركي في جريدة (الجزيرة) عن الإسلام والرياضة يبدو أنها أسست لهذا الكتاب.


المشكلة أننا في الوسط الرياضي نفسه مختلفين حول كثير من الحقائق أو التواريخ وليس هناك مرجعية واضحة والجهة المسؤولة لم تتحرك تجاه هذا الأمر والذين يملكون هذا الإرث والوثائق والمصداقية فيه استرد الله أمانته فيهم أمثال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) ولازلت وغيري نكرر ونحمل أبناءه مسؤولية غياب مثل هذا الإرث التاريخي أو تغيبه، لكن هذا كله لا يعني أن نعفي البقية من مسؤولية حضورالكتاب الرياضي وتواجده في المعرض ومن ثم في المكتبات.


للأسف أن البعض لا زال ينظر للرياضة نظرة دونية، وأنها ممارسة فقط وربما حصرها في كرة القدم دون أن ينظر إليها كعلم. الرياضة هي جزء من الثقافة في مفهومها العام، وهي ثقافة مستقلة بذاتها ومتى ما تم تناولها من هذه الجوانب فمن المؤكد أن هناك القارئ الذي يبحث عنها حتى وإن لم تكن الرياضة تستهويه كهواية أو ممارسة، دور النشر مسؤولة عن هذا الجانب، والمؤلف أو صاحب الفكر والرؤية مسؤول، والجهات المسؤولة عن الرياضة أيضا يقع عليها بعض من ذلك.


                     والله من وراء القصد،،،