الذي يسمع أو يقرأ تصريحات بعض المسؤولين في اتحاد كرة القدم أو لجانه المختلفة ويتابع برامجهم يشعر وكأنّ كلاً منهم يعمل على شاكلته دون تنسيق مع الآخر، وأن بعض اللجان أو البرامج تسير وفق (غداً بظهر الغيب واليوم لي) وتكون النتيجة (وكم يخيب الظن في المقبل).
ورغم السنوات الطويلة التي قضيناها في التنظيمات الرياضية وفي الدوري والاحتراف والمشاركات القارية والدولية لايزال العمل لدينا والبرامج لا تتم وفق آلية معينة ومحددة وإنما تخضع للظروف دون عمل مؤسساتي واضح.
تضع لجنة المسابقات برامجها والأندية كذلك ويتغير مدرب المنتخب فيتغير كل شيء وتتصادم اللجنة مع الأندية وعلى الأندية السمع والطاعة دون مناقشة تحت حجة (مصلحة المنتخب) و(مصلحة الوطن فوق كل اعتبار).. نعم لا خلاف على ذلك ومصلحة الوطن والمنتخب أولاً ولكن لماذا تدفع الأندية الثمن وهي الأساس الذي ينطلق منه المنتخب ويبنى عليه.
في كل دول العالم تسير الأمور وفق منهجية واضحة وعمل مؤسساتي لا يتغير بتغير الأشخاص أو اللجان، أما لدينا فالأمر يختلف وكأننا لسنا جزءاً من هذا العالم ونشارك في برامجه ونعتمد لوائحه وقوانينه.
نعرف برامج الاتحاد الدولي وبرامج الاتحاد الآسيوي ونطبقها ونسير وفق مواعيدها وتواريخها، لكننا على النطاق المحلي لا نستطيع أن نكيّف أنفسنا مع هذه البرامج بينما نجبر أنفسنا على التكيّف معها.
المسابقات لدينا تتغير كمّاً وكيفاً؛ وتتغير أيضاً في آلية التنفيذ بين موسم وآخر وفق الظروف.
الدوري العام وهو المسابقة الأهم وهو مقياس النجاح للاتحاد المنظم وللأندية ولمستوى الكرة غير ثابت المواعيد متى يبدأ.. ومتى ينتهي..؟ لا أحد يعلم بما في ذلك لجنة المسابقات.. إذ يخضع لظروف كل موسم حتى الجدول نفسه لا يمكن أن يوضع كاملاً منذ بداية الموسم وإنما يتم وضعه على فترتين (الدور الأول) ثم (الدور الثاني) وأيضاً وفقاً للظروف.
منذ سنوات ونحن لا نعرف منذ بداية الموسم متى يبدأ الدوري ومتى ينتهي.. وهذه أبسط الأمور وأبسط حقوق الأندية حتى تستطيع وضع برامجها ومعسكراتها واستعداداتها للموسم القادم وتحديد عقود لاعبيها الأجانب ومدربيها حتى مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال التي ستنطلق بعد أيام أو أسابيع وتحديداً بعد نهاية الدوري، لا أحد يعلم متى تبدأ ومتى تنتهي.. وكأنها سر عظيم أو خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها، وهو ما اتضح جلياً في تصريح المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم وهو يرد على رئيس نادي الهلال الذي أعلن تحفظه واعتراضه على التعديلات الأخيرة في جدول الدوري، عندما أشار إلى هذه المسابقة وتأثرها بهذه التعديلات فيما لو تم تمديد الدوري دون أن يحدد موعدها حتى يمكن مناقشته والحال نفسه ينطبق على مسابقة ولي العهد والدوري وبقية المسابقات، حيث يعلن عن كل مسابقة في حينه.
نحن نعرف أن الموسم يبدأ بالدوري وخلال الدوري تتم مسابقة ولي العهد وكأس الأمير فيصل وبعد الدوري تبدأ مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وبها ينتهي الموسم، لكن برنامج كل مسابقة وآليتها لا يخضع لمواعيد محددة وثابتة وإنما للظروف الآنية.
الشيء الوحيد الذي نعرفه هو نهاية الموسم في الأعوام التي تتوافق مع تنظيم نهائيات كأس العالم، حيث يفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم على جميع الاتحادات المحلية أن تنهي جميع برامجها ومسابقاتها في تأريخ محدد استعداداً للبطولة وهذا الأمر لا يحدث إلا مرة كل أربع سنوات.
والله من وراء القصد،،،