|


عبدالله الضويحي
“حافظ”على آسيا
2013-03-05

 


كثيرون وأنا منهم فوجئوا بدخول الاتحاد السعودي لكرة القدم السباق على كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي.


وكثيرون أيضاً وأنا منهم كانوا يتساءلون عن سبب غياب الاتحاد السعودي عن الدخول في سباق كهذا أو عن مناصب قيادية ومؤثرة في الاتحاد منذ مدة طويلة.


منذ 27 عاماً تقريباً وتحديداً 1984 والكرة السعودية رقم صعب في آسيا فنياً وإدارياً وفي فترة كان عبدالله الدبل -يرحمه الله- الأكثر تأهيلاً ومكانة، وكان صوتنا القوي والمؤثر آسيوياً وعالمياً، وأثق تماماً لو أنه دخل سباقاً كهذا لانتهى لصالحه، ومع ذلك فضلنا دائماً أن نكون في الصفوف الخلفية ندعم هذا المرشح أو ذاك، ونؤثر في الأصوات، ومقصداً للمرشحين لقناعتهم بقوتنا ذاتيا وقوة تأثيرنا على الآخرين.


ربما كان لدى قيادتنا الرياضية فلسفة أو رؤية معينة في فترة سابقة وأن المرحلة الحالية تتطلب إستراتيجية أخرى تفرض لتغيير.


والذين عاصروا الكرة الآسيوية يعرفون كيف كان الاتحاد الآسيوي وكيف كان يدار.. ومن هم أصحاب القرار والمؤثرون فيه، وعندما جاء محمد بن همام أحدث انقلاباً كبيراً في مفهوم إدارة الاتحاد وحرك المياه الراكدة، وأصبح للاتحاد شخصيته الاعتبارية وقوة تأثيره ليس على الاتحادات المحلية في آسيا ولكن حتى على المستوى العالمي، وأصبح للكرة الآسيوية وجودها وشخصيتها، ورأى فيه كثيرون الأنموذج للتغيير وتقليده في السباق على قيادة الاتحاد.


هل تخلت المنظومة الرياضية عن قناعاتها السابقة وأدركت أهمية هذه الخطوة وأنها تأخرت كثيراً..


أم أنها رأت أن هذا هو الوقت المناسب؟.. وأن دخول أكثر من مرشح خليجي وتمسك كل منهم بترشيح نفسه هو السبب في دخول الاتحاد السعودي هذا السباق، بمعنى لو اتفق المرشحون العرب لما كانت هذه الخطوة.


لنطوِ هذه الصفحة ونتحدث في الأهم ونقف بكل إمكاناتنا وقدراتنا مع د. حافظ المدلج أو بالأحرى مع الاتحاد السعودي ممثلاً في شخص حافظ وهو -في نظري- الأكفأ والأنسب لهذا المنصب مهما اختلف البعض حول شخصه.


عرفت (حافظ) قبل 25 عاماً عندما كنت مشرفاً على الشئون الرياضية بجريدة الرياض وكان طالباً في الجامعة يأتينا حاملاً مقالاته لنشرها في صفحة القراء وكنا ننشرها دون تعديل لسلامة اللغة والطرح وكانت تتسم بالرؤية الثاقبة والصادقة رغم قصر تجربته ثم تخرج من الجامعة وأخذته البعثة وعاد مؤهلاً أكاديمياً واستمر بطرح رؤاه عبر الصفحة الرياضية بجريدة الرياض بعد أن تركتها، وهي التي جعلت أنظار المسؤولين تتجه إليه لدخول اتحاد القدم.


كان خجولاً عفيفاً لا يبحث عن الأضواء ولا المادة ولا أذكر أنه طلب مكافأة على ما يكتبه أو زاوية ثابتة في الصفحة كما يفعل غيره وظل كذلك حتى الآن والذين يأخذون عليه كثرة ظهوره في القنوات رغم أنني لا أرى ذلك، لأن (أبا راكان) يحمل من الطيبة الكثير بما يجعله يخجل من قول لا، ولا يبخل بتقديم المعلومة متى ما طلبت منه.


(حافظ على آسيا) شعار جميل فيه لغة بلاغية وتورية وتعبير يحمل من الرؤى المستقبلية ما يضيف بعداً آخر لحملته الانتخابية -وإن شاء الله- يكون "حافظاً" على قمة آسيا الكروية ويـ "حافظ" عليها.


دخول الاتحاد السعودي ممثلاً في د. حافظ في حد ذاته خطوة مهمة أياً كان مداها ومنتهاها، وعلينا أن ندعم هذه الخطوة ونقف معها ليس من أجل (حافظ) ولا من أجل (اتحاد القدم) ولكن من أجل المملكة العربية السعودية.


والله من وراء القصد،،،