|


عبدالله الضويحي
الهلال
2013-02-24

 


إذا كنا نبارك للهلال فوزه بكأس ولي العهد لهذا الموسم وهو أمر طبيعي، فإننا أيضاً يجب أن أبارك للنصر هذا الحضور -وله حديث خاص- ونبارك للكرة السعودية هذا المستوى المتميز الذي تمثل في مباراة نهائية تليق بتأريخ الفريقين وبالمسابقة وبراعي المسابقة.


فاز الهلال لأنه الأحق ولأنه الأفضل في استثمار الفرصة والتعامل مع المباراة وظروفها سواء قبلها أو أثناءها نفسيّاً وفنيّاً وإن عابته الدقائق الأخيرة ألتي أصبحت مشكلة ملازمة له.


الدقائق الأخيرة تحدثت عنها في زاوية سابقة عندما ينصرف تفكير اللاعب وذهنه خارج المباراة قرب نهايتها لأيّ سبب فيفتقد التركيز وهو ما حدث للهلاليين عندما كانوا يعدون الثواني والدقائق في انتظارالتتويج بعد تقدمهم بهدف قبل نهاية المباراة وكادوا يدفعون الثمن.


فاز الهلال فأتعب من قبله وأتعب من بعده وحير النقاد والمحللين الذين وجدوا أنفسهم يكررون ما قالوه ويقولونه كلّ عامٍ وفي كلّ مناسبة.


12 بطولة في كأس ولي العهد من أصل 33 إذا عرفنا أن الـ5 الأخرى كانت على مستوى المنتخبات.


9 منها في الألفية الجديدة وتحديداً في العقد الأخير و6 جاءت على التوالي في المواسم الأخيرة، ليتحول ما كان يعتبر إنجازاً قبل بضع سنوات إلى إعجاز في زمن قياسي لا يستطيعه أو يقدر عليه إلا أولو العزم من الأندية، وهم قليل، حتى أصبحت البطولة في عمومها وكأس ولي العهد بالذات جزءاً من ثقافته يتعامل معها كروتين موسمي.


ورغم تعدد البطولات الهلالية (كمّاً) والتي وصت الرقم 54 إلا أنه يصر أيضاً على تنوعها (كيفاً)، وأن يضع على كلّ منها بصمة تميزها عن البطولات الأخرى.


بطولة الأمس لو لم تكن إلا (كأس سلمان ولي العهد) لكفاها ذلك تميزاً، فهي الكأس الأولى لسموه والهلال يعشق الأولويات والتعامل مع كلّ جديد.


في هذه البطولة حضر الهلال، وعندما يحضر يكتمل بدراً فتختفي الكواكب وتغيب النجوم.


في هذه البطولة حضرت الإرادة الهلالية وعندما تحضر يتجلى العزم فتأتي على قدره العزائم.


في هذه البطولة تحدث الهلال فأبلغ وأوجز، وعندما يتحدث يستمع الجميع.. بعضهم خاف عليه، وآخرون يخافون منه، فاجتمعوا على نقده وربّما تجريحه رغبة في إسقاطه حبّاً من أولئك، لأنهم يرون في ذلك نهضته أو إقصاء من هؤلاء لأنهم يرون في ذلك فتح الطريق لهم.


وكانوا جميعاً ينتظرون هذه الليلة، بل هذه الفرصة للوصول إلى ما يبتغون وتحقيق ما يريدون.


قاموا بالحذف والاستعانة بصديق وتصويت الجمهور، واطمأنوا ليوم الفصل، واستعد آخرون لما بعده، لكنه الهلال الذي يعرف منازله، ويضبط مواقيته، أطل بدراً بعد أن ظنوه قد عاد كالعرجون القديم، ولم يكن ذنبه أن ذاكرته لم تسعفهم رغم أنه أصبح جزءاً من هذه الذاكرة فظلوا يبحثون عن مواضيع أخرى يناقشونها غير فوز الهلال في ليلة فوز الهلال.


ليس غريباً أن يفوز الهلال ببطولة لكن الغريب أن لا يفوز..


والذين يشككون في بطولات الهلال أو يقللون من قيمته هم أولئك العاجزون عن مجاراته أوفهم معنى البطولة وكيفية العمل من أجلها..


بعضهم أدرك هذه الحقيقة واعترف بها..


وآخرون لا يزالون يلجؤون لمحركات البحث علهم يجدون مبررات أخرى للتشكيك والتقليل بدلاً من البحث عن التفوق وصناعته..


لكن الهلال لا ينظر إلى هؤلاء ولا إلى أولئك..


يفوز بالبطولة ويخطف الكأس يقول كلمته ويطوي صفحته بعد مغادرة الملعب تاركاً للآخرين التفكر والدهشة والحسابات.


أما هو فينظر للأفق لأنه يدرك أن وراءه بطولة جديدة.


والله من وراء القصد،،،