في الأسبوع الماضي قامت إدارة نادي الفتح بزيارة لشركة أرامكو تم خلالها التفاهم بين الطرفين ـ حسب ما أشارت إليه الصحف ـ حول سبل تنمية المجتمع وخدمته تمهيدا لتوقيع عقد شراكة بينهما لهذا الغرض.
والحقيقة أن نادي الفتح ممثلا في إدارته بقيادة المهندس عبدالعزيزالعفالق التي استطاعت أن تحدث انقلاباً في مفهوم الإدارة الرياضية وكيفية صناعة النجاح أضافت لنجاحها الكروي هذا الموسم نجاحا آخرعلى الصعيد الاجتماعي لا من حيث الخطوة والمبادرة ولكن أيضا من حيث التوقيت.
فالنادي الذي قدم عطاء كروياً مميزا هذا الموسم تصدر فيه دوري زين كأول فريق خارج المنظومة التي اعتادها الجمهورالرياضي ـ وهذه لها حديث فيما بعد ـ رأى أن يستثمرهذا النجاح ووجود النادي في دائرة الضوء لتحقيق نجاح آخر يقدم نفسه من خلاله إلى المجتمع بقطاعه العريض وقاعدته الواسعة بدلا من حصر هذا النجاح وهذه الرسالة في دائرة ضيقة هي كرة القدم فقط، إذ ربما لو أقدم عليها الموسم الماضي مثلا أو في أي موسم لا يشهد فيه حضورا كبيرا على الساحة ربما لا تحقق المردود أو النجاح الذي يتطلع إليه سواء الفتح أوالشريك الآخر أيا كان وهو هنا أرامكو.
والحقيقة الأخرى أن أرامكو لها حضورها الاجتماعي بصورة لافتة للنظرعبر إدارة المسؤولية الاجتماعية لديها أو من خلال إسهامها في كثير من المشاريع التنموية والخيرية في المنطقة.
الأحساء وإن كانت محافظة لكنها في الواقع لا تختلف عن أي منطقة أخرى إن لم تتعداها من الناحية الديموغرافية، ومن هنا تأتي أهمية هذه الشراكة ومن خلال نادي الفتح بحكم شعبيته والمرحلة التي يعيشها مما يساعد على نجاحها وكذلك دعم الحركة الاجتماعية في المنطقة وتنمية مهارات أبنائها في مختلف المجالات.
المسؤولية الاجتماعية لدينا في الأندية لازالت دون المستوى المطلوب والأندية التي تقوم بدور في ذلك محدودة العدد والحال ينطبق أيضا على القطاع الخاص في دعم برامح الأندية وعندما تلتقي إرادتان بحجم وثقافة نادي الفتح وشركة أرامكو فهو أدعى لنجاح هذه الخطوة بل وتجاوز أبعادها.
هذه الشراكة بين الفتح وأرامكو إذا ما تمت وهي في طريقها لذلك (إن شاء الله) فهي تؤكد أن القطاع الخاص والشركات الكبرى بالذات لديها الاستعداد لدعم الأندية في هذا الجانب متى ما اطمأنت للمصب الذي يسير فيه الدعم من خلال أندية تملك روح المبادرة بالتوجه لهذه الشركات ببرنامج واضح وعرض متكامل لماهية الشراكة وكيفية تطبيقها وأبعاد هذا التطبيق وتملك إدارة واعية لدورها وإرادة قادرة على ترجمة هذه البرامج على أرض الواقع مع توفر البيئة والمناخ المناسبين لذلك أو استطاعت توفيرها وفي حالتنا هذه فبالإضافة لما سبق فإن الشعور بالانتماء للمنطقة وعمق النظرة للنادي كممثل لها وصوتها في المجتمع الرياضي عوامل مهمة في نجاح هذه التجربة مما يساعد على توسيع قاعدة الجمهور المستهدف، وهذا سيكون له دوره المستقبلي في توسيع دائرة الشراكة بحيث تشمل رعاية النادي مما يسهم في زيادة مداخيله وهذا بدوره يعينه على تنفيذ برامجه سواء الرياضية أو الاجتماعية وتحقيق أهدافه ورسالته نحو المجتمع.
تجربة نرجو أن تتحقق ونأمل أن نراها في بقية أنديتنا وشركاتنا الكبرى خاصة في المدن والمناطق البعيدة عن الصخب والامتداد الجغرافي والسكاني بما يعزز دور النادي ويجعله أكثر قرباً من المجتمع.
والله من وراء القصد،،