|


عبدالله الضويحي
الكرة العربيةوشمس الأصيل
2013-02-12

 


هل أذنت شمس الكرة العربية بالمغيب؟


الأمر لم يعد مقتصراً على الكرة العربية في آسيا حيث انتقلت السيطرة لمنتخبات الشرق بعد عقدين من الزمن سيطرت فيها بقيادة دول الخليج بدءاً من الكويت 1980 وانتهاء بالعراق2007 مروراً بالمنتخب السعودي بين هذين التاريخين ها هي الكرة العربية في أفريقيا تتوارى في غاباتها ووسط أدغالها.


ليس شرطاً أنها تتراجع لكن من المؤكد أنها لا تتقدم بنفس الصورة من التسارع لدى الآخرين.


بالأمس اختتمت كأس الأمم الأفريقية الـ 29 وفازت بها نيجيريا إثر تغلبها في المباراة النهائية على بوركينا فاسو بهدف بعد أن غادرت المنتخبات العربية الثلاثة التي شاركت فيها (المغرب وتونس والجزائر) غير مأسوف عليها.


في النسخة الماضية وصل للأدوار النهائية 4 منتخبات عربية غادرت ليبيا والمغرب من دور المجموعات، فيما غادر السودان وتونس من المرحلة التالية (الدور ربع النهائي).


الكرة العربية التي نعني هنا هي مصر وتونس والجزائر والمغرب وهي التي تمثلها تمثيلاً حقيقياً دون أن نغفل (عددياً) مشاركات على استحياء لكل من ليبيا والسودان وإن كانت الأخيرة قد فازت بالبطولة في زمن مضى.


على صعيد الفوز بالبطولة فإن الحضورالعربي فيها جيد، حيث فاز العرب بـ 11 لقباً من أصل 29 منهالمصر ولقب واحد لكل من السودان والمغرب والجزائر وتونس و4 من هذه البطولات تحققت في السنوات الأخيرة (2004 تونس) ومصر أعوام 2006 و2008 و2010 لكننا نتحدث عن الحضور الفعلي والجماعي.


والحقيقة أن تراجع الكرة العربية في أفريقيا أمام المد الكروي الأفريقي لم يكن وليد الدورتين الأخيرتين بقدر ما بدا يتضح ذلك في العقدين الأخيرين وتحديدا في النسخ الـ 13 الأخيرة بدءا من عام 1990 حيث أصبحت المنتخبات العربية تتمثل بمنتخب واحد فقط في الدور نصف النهائي أو ما بعده عدا 2004 عندما لعبت تونس على النهائي مع المغرب و2010 مصر مع الجزائرفي الدور نصف النهائي فيما كان هذا الحضور يتمثل في 3 منتخبات أو منتخبين على الأقل ما قبل ذلك التاريخ.


وعندما أشير هنا إلى الدور النهائي في البطولة فإن مرد ذلك لسببين:


ـ أن مرحلة نصف النهائي هي المقياس لمدى تفوق الكرة أوالمنتخب.


ـ لكي نقارن ذلك بتأهل هذه المنتخبات لنهائيات كأس العالم عن أفريقيا على اعتبار أنه يتأهل خمسة منتخبات أفريقية لكأس العالم بدءا من 1998 مع الأخذ في الاعتبار أن كأس الأمم الأفريقية تقام كل سنتين.


الغريب أن منتخباً مثل مصر يعتبر صاحب الرقم القياسي في الفوز بكأس الأمم الإفريقية خاصة في السنوات الأخيرة لم يتمكن من التأهل لنهائيات كأس العالم سوى مرتين إحداها 1934 والثانية 1990 وأن منتخبات تونس والجزائر والمغرب كانت تتأهل في الثمانينيات والسبعينيات من القرن الماضي وتقدم مستويات متميزة عندما كان عدد الفرق محدودا عن كل قارة بمنتخب واحد ثم اثنين وبعد عام 1998 عندما ارتفع العدد إلى 5 عن قارة إفريقيا لم تتأهل مصر أو المغرب نهائيا، فيما تأهلت تونس 3 مرات فقط آخرها 2006 وتأهلت الجزائر2010 مما يؤكد ما أشرت إليه في البداية من تراجع مستوياتها مقارنة بالمنتخبات الأفريقية الأخرى وهذا ناتج عن افتقاد الكرة العربية للتخطيط المنهجي الصحيح المبني على أسس سليمة، نأمل أن تكون شمس الكرة العربية ملبدة بغيوم ما تلبث أن تنقشع لا أن تكون (شمس الأصيل).


والله من وراء القصد،،