لم يكن غريباً أن يصل الهلال والنصر إلى نهائي كأس ولي العهد لهذا الموسم على حساب الفيصلي والرائد، فالمنطق يفرض ذلك ومن توقع غيره فهو يبالغ ولا يتعامل مع الواقع مع احترامي وتقديري للفريقين دون أن أبخس حقهما في الطموح لفرصة تاريخية كانت مواتية وحسبي أنهما خرجا من المسابقة قانعين بما وصلا إليه قياسا بموقعهما في سلم الدوري أو تاريخهما الكروي، فالفيصلي يحتل المركزالثاني عشر متساويا في مجموع النقاط مع صاحبي المركزين الـ13 والـ11 أي أنه في دائرة الخطر والرائد في المنطقة شبه الدافئة لكنه لم يتجاوزها إلى منطقة الدفء وبـ 19 نقطة في المركز التاسع.
عنصر المفاجأة في مثل هذا الدور بين أطراف كهذه متباينة في كل شيء ضئيل لكنه يظل واردا في عالم الكرة والفيصلي والرائد قدم كل منهما مباراة جيدة وتفوق في معظم دقائقها وكاد أن يحرج الفريق المقابل لكنني أعتقد أن أيا من الهلال أو النصر بإمكانه حسم اللقاء في أي لحظة، فبطولات كهذه الوصول فيها للنهائي أو الفوز به يعتمد كثيرا على الخبرة والتاريخ، فيما يأتي الطموح في آخر درجات العوامل المؤدية لذلك.
صحيح أن مثل هذه البطولات قصيرة المدى في جولاتها وخروج المغلوب فرصة للأندية الأقل إمكانات فنية للفوز بها على اعتبار أنها لا تعادل مباريات الدوري ذات النفس الطويل من حيث الأهمية والجدارة لكن مع ذلك خاصة لدينا من النادر أن تصل للنهائي أو تفوز به كما أشرت وفق المواصفات التي يتطلبها ذلك.
منذ موسم 1990ـ1991 عندما تم إقرارهذه المسابقة بصوة منتظمة وبنظام خروج المغلوب (كأس الملك سابقا) أقيمت 22 مرة وصل فيها للنهائي 8 أندية فقط من بين 150 ناديا يشارك فيها وفاز بها 5 وهي الهلال (11 مرة فاز منها بـ10) منها الخمسة مواسم الأخيرة والاتحاد (7مرات فاز منها بـ 3) وكل من الأهلي والشباب (7 مرات فاز منها بـ3) والرياض (3 مرات فاز بواحدة) والقادسية (مرتان فاز بواحدة) والاتفاق (3) والنصر(2) وكل من الطائي والوحدة مرة واحدة ولم يفز أي من هذه الفرق الأربعة بالبطولة في التاريخ المذكور.
والمتابع لهذه المسابقة عندما كانت بمسمى كأس الملك قبل إقرار المربع الذهبي ثم كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال يلحظ أن التغير الذي طرأ على المسابقة في نظام القرعة في المواسم الأخيرة أدى إلى قصر النهائي في معظمه على الأندية ذات الإمكانات الفنية الكبيرة.
في السابق كانت الفرق التي تصل إلى النهائيات (دورالـ 16) أو ما قبل ذلك عندما لم يكن هناك أدوار نهائية توضع في سلة واحدة ويتم سحب القرعة وبالتالي تتاح الفرصة في بعض الأحيان بطريق ممهد لبعضها خاصة ذات الإمكانات العادية عندما تجتمع الفرق الكبيرة في طريق واحد بالوصول إلى النهائي لكنها تتوقف عند هذه المحطة.
عموماً
لرجالات الرائد ومحبيه وكذلك الفيصلي أن يفخر كل منهم بفريقه وما قدمه في هذه المسابقة ووصوله لهذه المرحلة منها ولاشك أنها ستسجل نقطة مضيئة في تاريخه خاصة أن خروجه من نصف النهائي جاء على يد ناد عريق له حضوره وإمكاناته الفنية في تاريخ الكرة السعودية وبطولاتها سواء كان الهلال أو النصر الذي كان حضوره لافتاً هذا الموسم ويوحي بالرغبة في تتويجه بحضور أفضل على منصة البطولات.
أما الهلال والنصر فالحديث عنهما شيق وسيكون في حينه.
والله من وراء القصد،،،