|


عبدالله الضويحي
100يوم من العزلة
2013-02-09

 


العنوان مقتبس من اسم رواية مشهورة للكاتب غارديل ماركيز(100عام من العزلة) صدرت عام1967بعد عامين من بدء كتابتها، ونال على إثرها وغيرها من قصص وروايات كتبها جائزة نوبل للآداب عام 1982، وصدرمنها30 مليون نسخة، وترجمت إلى30 لغة، وتمتد أحداثها على مدى عشرة عقود، ويبرز فيها عنصرالخيال، وتتوالى فيها العديد من الشخصيات وما يرافقها من أحداث أبدع المؤلف في سردها.


الحديث هنا ليس عن هذه الرواية، لكنني تذكرتها وأنا أطالع جدول الدوري لدينا والتوقفات التي صاحبته هذا الموسم حيث تجاوزت الـ 100 يوم وتحديدا 108 أيام وربما لازال للتوقفات بقية وهي لاتختلف عن أي موسم مضى وجاءت على النحوالتالي:


(14يوما) العشرالأواخرمن رمضان وإجازة عيد الفطر، و(12يوما) مباراة أسبانيا ومثلها مباراة الكونغو الوديتين، و(10 أيام) إجازة الحج، و(7 أيام) مباراة الأرجنتين الودية، و(10 أيام) كأس ولي العهد، و(22 يوما) دورة الخليج، و(12 يوما) كأس ولي العهد بالإضافة إلى تصفيات آسيا التي فزنا فيها على الصين، و(9 أيام) تصفيات آسيا أمام إندونيسيا الشهرالمقبل.


مجموع هذه التوقفات 108 أيام هذا عدا المباريات المؤجلة مع أننا خرجنا هذا الموسم من تصفيات كأس العالم مبكرا، بمعنى لوأننا تأهلنا لهذه المرحلة وكنا نشارك هذه الأيام فكيف سيكون الوضع، وكم سيكون عدد التوقفات؟


بدأ الدوري هذا الموسم يوم 2ـ8ـ2012 وسينتهي بإذن الله يوم 14ـ4ـ2013أي أنه يستغرق 256 يوما مايعادل37 أسبوعا ولدينا 14 فريقا فقط، في حين أن الدوري الأسباني أوالإنجليزي والألماني والإيطالي والدوريات الأوروبية الكبرى ذات الـ20 فريقا لايستغرق أكثرمن 266 يوما أي 38 أسبوعا، بمعنى أن الدوري لدينا يستغرق مدة تعادل المدة أوالفترة التي يستغرقها أي دوري أوروبي رغم الفارق في عدد الأندية المشاركة فيه وعدد المباريات، إذ يبلغ عدد الأندية في دورينا14فريقا فيما يبلغ في أوروبا 20 بزيادة تعادل تقريبا 43 % وعدد مباريات الدوري لدينا 182 مباراة في حين يبلغ عددها هناك 380 بما يزيد عن ضعف العدد أومايعادل أكثرمن 200 % في حين أنه لوانتظم دورينا بدون أي توقف لاستغرق182يوما فقط أي26 أسبوعا أومايعادل6 أشهر، وأن التوقفات هذا الموسم فقط زادته بنسبة 42 % وحسابيا11 أسبوعا ليستغرق 8 أشهرونصف الشهر.


لدينا مشكلتان أزليتان لم نضع لهما حلا حتى الآن:


ــ تعدد المسابقات المحلية وتداخلها.


ــ كثرة المشاركات الخارجية وعدم تقنينها.


تداخل المسابقات من شأنه أن يؤثرعلى إعداد اللاعب وعطائه ولياقته، فمسابقة الدوري تختلف عن خروج المغلوب، بل إن هذا التداخل فيه نوع من عدم العدل بين الأندية المشاركة في الدوري، فالتي تخرج مبكرا من كأس ولي العهد تتفرغ للدوري وأحيانا تبقى منتظرة ممايؤثرعلى استمراريتها فتبحث عن مباريات ودية لتبقي لاعبيها في جوالمباريات، والفرق التي تنجح (تعاقب) بالإرهاق والتداخل كما يحصل الآن مع النصروالرائد والهلال والفيصلي، والمتأهلان للنهائي ستؤجل مباراتيهما في الدوري المصادفتان لموعده والبحث عن موعد مناسب داخل مسابقة الدوري ومزيد من الإرهاق، وإذا ما أردنا نجاحا للكرة السعودية عموما وللمنتخب فلابد أولا من انتظام المسابقات وعدم تداخلها وإعادة النظرفي جدول الدوري وهذا له حديث آخر.