أخطأ الحكم الألماني تورستن كونهوفرالذي أدارمباراة الهلال والنصرالأخيرة وانتهت بهدف للنصر، ولاأقول تغافل أوأغمض عينيه عن احتساب ضربتي جزاء واضحتين لمصلحة الهلال، ربما كانت المرة الأولى التي يتفق فيها جميع المحللين على صحتها إذ عادة ماتتباين الرؤى حول ضربة الجزاء خاصة أنهما ضربتان لفريق واحد وليست واحدة، واتفق معظمهم على طرد لاعب الهلال جوستاف بوليفاربمنحه بطاقتين صفراوين، واختلفوا حول أحقية لاعب النصرأحمد حسين لذلك.
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي لايحتسب فيها حكام أجانب ضربة جزاء في دورينا المحلي منذ دخولهم إليه قبل سنوات لا على الهلال فقط ولكن على كل الأندية إلى جانب أخطاء أخرى تضررمنها الجميع لاتحدث من حكام أقل درجة وخبرة منهم وربما من الدرجة الثانية، ومع ذلك يظل الحكم الأجنبي خيارا لابد منه فهوأخف الضررين.
الحديث هنا ليس عن مباراة الهلال والنصرفقد انتهت وطويت صفحتها ويحسب للهلاليين عدم إثارتها كمبررللخسارة أوتعليقها على شماعة التحكيم، لكنني أتحدث هنا عن الحكم الأجنبي وتجربته المعاصرة في الملاعب السعودية.
نؤمن أن الخطأ جزء من اللعبة، وأن الحكم بشر، وهوالمبررالذي حفظناه عن ظهرقلب لكل خطأ تحكيمي، لكن أن يقع هؤلاء وهم الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم وكأس أوروبا وتصفياتها والدوريات الأوروبية في أخطاء لايقع فيها حكام أقل درجة وأدنى خبرة وربما من الدرجة الثانية ولاتتسق مع تلك القاعدة المعروفة فهذا مايطرح علامة الاستفهام.
وتدافع الجهات المسؤولة عن نفسها متهمة الأندية بتأخرها في طلب هؤلاء الحكام مما يعيق إرسال حكام مميزين، وأن هذا يؤدي لاختيارحكام لايرتقون إلى المستوى المطلوب، ولست مع هذا التبريربدليل تكرارالأخطاء على مدى هذه السنوات وبصورة لافتة للنظر.
ويذهب البعض إلى اتهام الجهات المسؤولة بأنها السبب وراء هذه النوعية من الحكام من ناحيتين:
ــ إنها تريد أن تقنع الشارع الرياضي والأندية بأن التحكيم الأجنبي لايختلف عن التحكيم المحلي وبالتالي التخلي عن مطالبتهم به وهي مخطئة في ذلك فهوالأرحم في نظرالأندية رغم كل شيء.
ــ أم أن المرافقين لهؤلاء الحكام يهيئونهم بطريقة غيرمباشرة لمثل هذه المواقف مستشهدين بالتصريح الشهيرللحكم الإيطالي لوكابوليتني الذي لم يحتسب ركلة جزاء لياسرالقحطاني أمام الشباب في دوري 2009 ولم يطرد الشمراني وزيد المولد وفق تحليل الدولي محمد فودة قائلا له: (قيل لي عنك أنك تمثل داخل منطقة الجزاء).
شخصيا لست مع هذه الاتهامات لكنني أنظرإلى الموضوع من جانب آخروهوأن هؤلاء الحكام خاصة الجيدين منهم وفقا لسيرهم الذاتية ينظرون لمشاركتهم في الدوري السعودي كنوع من السياحة والحصول على المكافأة وأنه لايضيف لهم شيئا، لذلك لايبذلون جهدا كبيرا في تحركهم أوتركيزاعاليا في أدائهم لإدراكهم أن لارقيب عليهم، وأن الدوري السعودي لاقيمة له قياسا بالدوريات الأوروبية ولايؤثرعلى سيرتهم وموقعهم في اتحاداتهم أوالاتحاد الأوروبي أوالدولي.
أرى أن اتحاد كرة القدم يتحمل بعضا من المسؤولية إذ يفترض أن لايكتفي فقط بدورالمنسق وإنما برفع تقاريرإلى الاتحادات المعنية عن أدائهم، إذ إن الغرض من استقدامهم ليس إرضاء الأندية بقدرماهورفع مستوى التحكيم السعودي من خلال الاستفادة من هذه الخبرات التي يفترض أن تكون على مستوى الطموحات.
والله من وراء القصد.