تناول الزميل تركي الدخيل في زاويته اليومية (السطرالأخير) في جريدة الرياض تحت عنوان (رياضة أم صياعة) بعضاً من سلوكيات لاعبينا في كرة القدم الخاطئة، مستندا إلى حديث الأميرعبدالله بن مساعد للزميل بتال القوس عبر برنامجه الناجح (في المرمى) عندما أشار إلى أن بعض اللاعبين يتعاطون المسكر والحشيش ويسهرون إلى الصباح وأن هذه من المشكلات التي تواجه الكرة السعودية مشبهاً ذلك بالحالة الأمريكية عندما يأتي اللاعبون من مجتمع الفقر والدخول المتدنية إلى الثراء الفاحش فجأة فيصابون بالبطروالانهيار السلوكي مع الفارق في كيفية التعامل معهم دون أن يغفل الإشارة إلى لاعبين آخرين مثاليين في سلوكهم وقدوتهم.
هذا الأمر لم يعد خافياً ويتداوله الشارع الرياضي وعلينا أن نواجه الحقيقة وألا ندفن رؤوسنا في الرمال فقد انتهى زمن الأبيض والأسود وعبارة (اسكب له قدحاً من الشاي) التي كنا نقرأها على الشاشة في ترجمة الأفلام الأجنبية ونظنه (شايا حقيقيا) وأصبحت تترجم حرفياً بل ويتم تنفيذها بصورة عملية.
اللاعب عمره العملي في الملاعب قصير قياسا لعمره الزمني وإذا ما كان في أفضل حالاته فإنه يغادر الساحة في بداية الثلاثينيات وهي المرحلة التي يتحول فيها المرء إلى الرجولة الحقيقية ويصبح له دوره الفاعل والمؤثر في المجتمع كواحد من رجالاته المسهمين في بنائه لكنه بدلا من ذلك سينتقل إلى "مرحلة البطالة" إذا ما استمر على سلوكياته الخاطئة ولا نستبعد أن يخرج هؤلاء يشكون فقرهم وقلة ذات اليد عبر الإعلام متهمين المجتمع الرياضي الذي لم يقدر تاريخهم وتضحياتهم.
بعض هؤلاء اللاعبين أغناهم الله من فضله تصل رواتبهم إلى نصف مليون ريال شهريا وربما أكثر وبعضهم ربع مليون لكنهم في كل الأحوال لا يقلون عن 100 أو 200 ألف وهذا من حقهم وهي مبالغ كبيرة يمكن استثمارها في عوائد تضمن مستقبله وتسهم في خدمة مجتمعه وتحريك عجلة الاقتصاد بصورة صحيحة وسليمة.
محدودية فكرهؤلاء وثقافتهم وصغر سنهم تجعلهم يعيشون لحظتهم عل طريقة (غدا بظهرالغيب واليوم لي) لكن عندما (تطيرالسكرة وتأتي الفكرة) ويعيشون واقعهم يدركون ماهم فيه ولات ساعة مندم.
هؤلاء بحاجة لمن يأخذ بيدهم ولا عيب في ذلك، بل إنه واجب الراعي على رعيته وقد تحدثنا كثيرا عن مسؤولية الأندية في تطبيق الاحتراف الحقيقي وإلزام اللاعب بالتواجد في النادي ما لا يقل عن 10 ساعات يوميا تبدأ من الصباح لأن هذا عمله ومهنته وتتضمن محاضرات توعوية وتمارين.. إلخ
الأندية تقع عليها مسؤولية كبرى في ذلك وعلى اتحاد القدم مسؤولية أكبر في متابعتها وإلزامها وأن يتم ربط إعانة الاحتراف بمدى تنفيذ هذا البرنامج والتقيد به وأعتقد أن الأمر أصبح الآن أكثر إلزاما بوضع إستراتيجية واضحة تشارك فيها جهات أخرى ذات علاقة بهذا الشأن بالتنسيق مع رعاية الشباب والأندية من ناحيتين:
ـ إخضاع هؤلاء لبرامج علاجية والكشف الدوري حفاظاً عليهم وعلى مجتعهم.
ـ توجيههم وتوعيتهم عن طرق الاستثمار الأمثل سواء عبرالمسؤولية الاجتماعية أو لتأمين مستقبلهم بما يعود عليهم بالنفع ويجعلهم إيجابيين في المجتمع ومؤثرين فيه مع التأكيد هنا على أن هؤلاء لا يمثلون المجتمع الرياضي الحقيقي المليء بالنماذج الخيرة الملتزمة والفاعلة في المجتمع فهم كغيرهم من فئات المجتمع الأخرى التي تعيش الحالة نفسها لكن الأنظار تتجه إليهم لأنهم رياضيون.
والله من وراء القصد،،