يحق للإماراتيين أن يفخروا بخليجي 21 ليس كأبطال فقط ولا لأنهم قدموا منتخبا نموذجيا شابا يرسم مستقبل الكرة الإماراتية وعلى يد مدرب وطني ولكن لأنهم قدموا عملا مميزا ودرسا على أرض الواقع لكيفية صناعة فريق ناجح بأسلوب سليم ومنهجية واضحة.
صحيح أن هناك عوامل ساعدت على نجاح العمل أبرزها الجغرافيا ولكن هناك عاملاً أكثرأهمية وهوثقافة مجتمع.
أثق تماما أن الأشقاء الإماراتيين لم ينتظروا من هذا الفريق العودة بالكأس بل لم يطالبوه بها ليس من باب التقليل من شأنه ولكنه الواقع الذي يقول إنهم كانوا يرون في دورة الخليج محطة من محطات إعداده وجاء الفوزليثبت سلامة الإعداد وإنه يسيرفي الطريق الصحيح.
أثنى كثيرون على هذا المنتخب وانضباطيته.
وروحه العالية والروح الوطنية للاعبين وعلى اللاعب أحمد علي الذي كان احتياطيا في ناديه ومع ذلك برزوأصبح هداف البطولة.
وأثنوا على المدرب الوطني عموما ممثلا في مدربه مهدي بن علي.
وأثنوا على جميع الإماراتيين بمختلف أطيافهم من أندية وإعلام وجماهيرووقوفهم مع المنتخب.
وأثنوا على لاعبه نجم الدورة عمرعبدالرحمن وعزفوا كثيرا على لحن تأريخه وخروجه من حواري السعودية ومن أحد أنديتها وأننا فرطنا فيه لأننا لم نمنحه الجنسية وخسره المنتخب.
كل هذا صحيح لكنهم نسوا أيضا اتحاد القدم الإماراتي الذي رسم خارطة الطريق لهذا المنتخب ومنحه الثقة خطوة خطوة منذ سنوات وحافظ على وحدته وكيانه بجميع أجهزته وأفراده حتى وصل لهذه المرحلة.
والغريب أن كثيرا ممن نظم تلك المعلقات من إعلاميينا ومحللينا هم الذين يعترضون على ضم لاعب للمنتخب وعدم اختيارآخر وهم الذين خلقوا من شارة القيادة (الكابتنية) قضية وهم الذين يتساءلون لماذا لاتعطى لفلان ولا يأخذها فلان !؟ وهم الذين قادوا حملات ضد مدربين وطنيين ناجحين في فترة ما وهم الذين كادوا أن يتشابكوا بالأيدي مع لاعبي المنتخب أثناء الدورة، وهم الذين يثيرون قضايا اجتماعية وتهما أخلاقية وتشكيكا في روح الولاء لديهم ووطنيتهم، والغريب أنهم هم الذين ينتقدون من يمارس هذا الأسلوب.
انتهت دورة الخليج وفازمنتخب الإمارات بالكأس من بين ثمانية شاركوا فيها.
خرج أربعة من الدورالأول وخرج الكويت حامل اللقب والمرشح المعتمد للبطولة والبحرين المستضيف الذي وضع كل ثقله من أجلها وخسرالعراق النهائي بجبروته وهيبته وصلف مدربه وغروره وقلة أدب معلقه وعنصريته.
خرج كل هؤلاء
وتمت الإساء للرياضة السعودية وللتحكيم السعودي ولدول مجلس التعاون، وظل المنتخب السعودي تلوكه الألسن وتتقاذفه الفضائيات يدوربين رحاها وتتخلله تصفية الحسابات فكل أدوات اللعبة موجودة وجاهزة.
نخرج من المدرب وإدارة المنتخب إلى شارة القيادة وإبعاد لاعب والإبقاء على آخرثم اتحاد القدم على حداثته وتناقضاته وقراراته.
ليس هناك نقد واضح وسليم يمكن الاستناد عليه لتصحيح الأوضاع إلا مارحم ربي، والسجل التأريخي لريكارد كمدرب وكلاعب تم ترشيحه كأفضل محور ارتكاز في العالم أصبح موضع تقييم وتندرمن آخرين لايرتقون لمستوى فكره وعطائه الكروي، ولست هنا في مجال الدفاع عنه لكنني أتحفظ على شخصنة القضية سواء مع ريكارد أوغيره أوإدارة المنتخب السابقة التي جاءت بريكارد وهذا له حديث قادم بإذن الله.