|


عبدالله الضويحي
دورة الخليج المنتخب الرمزي
2013-01-17

تحدثت أمس عن قرارات تصحيحية شملت الرياضة السعودية عقب الدورة الرابعة 1974 وهي أول دورة يشرف على الإعداد لها الأمير فيصل بن فهد مشيرا إلى قرارات أعقبت الدورة الأولى (البحرين1970) في عهد الأميرخالد الفيصل وكانت خاصة بكرة القدم، مؤكدا على أن القرارات الأخيرة كان لها انعكاسها الإيجابي على مسيرة العمل الشبابي والرياضي بصورة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص لكنها لم تنعكس على وضعنا مع دورة الخليج حيث كانت أسوأ مشاركة لنا في الدورة الرابعة (قطر1976).


كان من ضمن تلك القرارات تشكيل إدارة للمنتخبات وتعيين الأميرعبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) رئيس نادي النصر آنذاك مديراً لها، وأقام المنتخب معسكرا طويلا عبر جولة أوروبية صيف 1975 وتم التعاقد أثنائه مع المدرب العالمي المجري بوشكاش وشاركنا في التصفيات التمهيدية لكأس الأمم الآسيوية (إيران1976) التي أقيمت في العراق بمنتخب ضم عددا من النجوم وتأهلنا مع العراق للنهائيات لكننا لم نشارك فيها لعدم جاهزية المنتخب، حيث أعقبت دورة الخليج الرابعة مباشرة وبعد العودة من العراق تم تغيير بعض عناصر المنتخب وأقيمت دورة دولية بالرياض استعدادا لدورة الخليج شارك فيها منتخبات مصر والجزائر وإيطاليا والدنمارك وتركيا ولم تكن إيطاليا والدنمارك تمثل حقيقة الكرة الأوروبية ولم نحقق خلالها نتائج إيجابية وبدأت تتضح ملامح المنتخب ومدى جاهزيته.


قبل أن تنطلق الدورة الرابعة أعلنت قطر التي تستضيفها لأول مرة عن تجنيس عدد من اللاعبين وأحدث ذلك ردود فعل لدى الدول الخليجية وأطلق حينها الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب تصريحا واضحا يؤكد على أهمية دورة الخليج وأن الهدف منها تجمع أبناء الخليج بعيدا عن الفوز والخسارة وصدر بيان من اتحاد الكرة بهذا الخصوص ويعلن المشاركة بمنتخب رمزي من لاعبين غير أساسيين كنوع من الاحتجاج وطلب الأميرعبدالرحمن دعمهم باللاعبين خالد التركي وناصر الجوهر والمغنم (الصاروخ) وأمام إلحاح سموه تمت الموافقة على طلبه قبيل الدورة وحل خامسا بعد أن خسر خمس مباريات أقساها أمام العراق 1ـ7 الذي شارك لأول مرة وفاز على الإمارات (السادس)2ـ1 وعلى عمان (السابع) 3ـ1 واستقبل مرمانا أول هدف عماني في دورات الخليج سجله مبارك العلوي.


وظل لقب (الرمزي) مصطلحا متداولا لدى الأوساط الرياضية في المملكة والخليج فترة من الزمن يطلق على المنتخب ولاعبيه في تلك الدورة، حتى أن الأستاذ عثمان العمير الذي كان مشرفاً على الشؤون الرياضية في جريدة الجزيرة إلى منتصف 1975 قبل مغادرته إلى لندن عاد وقاد الفريق الإعلامي للجزيرة في تغطية البطولة وأصدر ملحقاً رياضياً من قطر استكتب الزميل رمزي عطيفه من مصر، وهو أحد أعضاء الوفد الإعلامي الكويتي فكتب مقالاً عنونه عثمان بـ (عن المنتخب الرمزي بقلم رمزي)


بعد انتهاء الدورة تم حل المنتخب وإدارته والجهاز الفني وأسند الإشراف عليه للأمير فهد بن سلطان نائب رئيس اتحاد القدم آنذاك، حيث تحقق أول إنجاز خارجي للكرة السعودية بتأهلها للأولمبياد لأول مرة (لوس أنجلوس1984) وكانت البداية بالتعاقد مع أكاديمية جيمي هيل لتطويرالكرة السعودية وأحدثت نقلة كبرى في فكر وثقافة اللاعب السعودي آنذاك لكنها هي الأخرى تم الاستغناء عنها بعد الدورة الخامسة (بغداد1979) لتكون إحدى (ضحايا دورة الخليج) وهو المصطلح الذي ساد في تلك الفترة. والله من وراء القصد،،