وأنا أتابع بعض البرامج الرياضية لدينا قفزت إلى ذهني قصيدة نزار قباني المشهورة (الاستجواب .. من قتل الإمام؟) وصوته أثناء إلقائها مردداً:
(أدور كالحبة في مسبحة الإمام
أعيد كالببغاء
كل ما يقول حضرة الإمام)
ورغم التحفظ على ماجاء في القصيدة إلا أن هذا المقطع جال بخاطري وتساءلت عن الرابط بينه وبين كثير من البرامج الرياضية ومايطرح على الساحة من نقاشات وهل ينطبق على ذلك؟
لو نظرنا إلى عدد القنوات الفضائية لدينا المتخصص منها في المجال الرياضي وغير المتخصص وفي كل منها ما لايقل عن برنامج رياضي يومي على الهواء وبرامج أسبوعية أو يومية وإلى إذاعات الـ F.M ومايطرح فيها والزوايا والمقالات اليومية والأسبوعية عبر الصحافة المقروءة سواء الورقية أو الإلكترونية نجد أننا أمام كم هائل من المواضيع المطروحة والوقت المستنفد والكلمات الخارجة أوالمكتوبة والضيوف الذين يتنقلون هنا وهناك يرددون كالببغاء نفس الآراء ونفس العبارات والطروحات حول قضايا يتكرر طرحها ومصاريف إدارية ومالية من القنوات على هذه البرامج مهما كانت جودتها أوجودة مايطرح فيها من عدمه دون أن أغفل بعض البرامج التي تحاول أن تستقل بذاتها وبمضامينها وتقدم ما يرتقي إلى ذائقة المتلقي.
هذه البرامج باتت ظاهرة في كل القنوات المحلية وغيرها وفي مختلف دول العالم وبمختلف التوجهات سياسية أو اقتصادية أوفنية أواجتماعية أوغيرها لكنني أتحدث عن الفائدة التي تعود على المجتمع بصورة عامة وعلى دائرة القراربصورة خاصة.
أتساءل:
هل استطاعت هذه البرامج أن ترتقي بفكر المتلقي وثقافته ووعيه أم أنها أسهمت في تدني هذه الثقافة والوعي أوعلى الأقل لم تستطع أن تضيف له شيئا؟
هل استطاعت أن تلامس اهتمامات المسؤول وتقدم له مايعينه على تحسين الأداء؟ بل ربما جاء السؤال معاكساً:
كيف ينظر المسؤول لمثل هذه البرامج وإمكانية الاستفادة منها ومما يطرح فيها؟
نحن ندرك أن بعض الطروحات في كثيرمن هذه البرامج قد لايستفيد منها المتلقي خاصة المسؤول وأن القائمين عليها يدركون ذلك لكنهم ينظرون إلى الربح المادي والتسويق حتى وإن كان على حساب المتلقي بدليل نوعية وتوجهات الضيوف والقضايا المطروحة على أن هذا لايعني عدم وجود برامج أخرى أو زوايا ومقالات تقدم رؤى ناضجة وأفكارا تسهم في في إعانة المنظومة الرياضية على تنفيذ برامجها وخططها من خلال تبنيها لهذه الآراء والمقترحات لكن هذا لايحدث من تلك الجهات كما لو تقدم به أحد أعضائها على طاولة الاجتماع حتى وإن كان منقولاً من الإعلام وهذا يعني وجود أزمة ثقة بين المسؤول والإعلام مما يدفعنا للمطالبة بوجود مكاتب أوأقسام خاصة لدى الجهات الرسمية تعنى بمتابعة ما يطرح عبر وسائل الإعلام وتقديمه للقائمين عليها لدراسته والاستفادة منه إذ لايمكن أن تعيش بعزلة عن المجتمع والإعلام الذي هو نبض المجتمع وهي التي جاءت لخدمة هذا المجتمع.
بقيت نقطة هامة:
وهي أن المتلقي قد لا يدرك أنه هو الذي يدفع تكلفة هذه البرامج من جيبه الخاص وليست القنوات الرياضية التي تحرص على وجود راع رسمي للبرنامج يتكفل بمصاريفه وربحية القناة من بند الدعاية والإعلان الخاص به والذي يتم تحميله في النهاية على المنتج الذي يشتريه المستهلك وهو أنت أيها المتلقي.
والله من وراء القصد،،