|


عبدالله الضويحي
كأس الخليج والمربع الأول
2012-12-31

 


أخشى ما أخشاه أن نعود إلى المربع الأول بعد دورة كأس الخليج الـ 21 في البحرين فنمارس هوايتنا المعتادة بجلد الذات ونجرد اللاعبين من حسهم الوطني والمدرب من مهنيته وخبراته وتاريخه الكروي.


والحديث عن دورة الخليج ذو شجون ولنا معها قصص وحكايات تحلو مع بدايتها وأثنائها لتكون مناسبة للحدث لكنني وجدت نفسي أسبق الحدث ببضعة أيام في زاوية استثنائية فرضتها الأحداث والظروف هذه الأيام.


فمنذ أن تم الإعلان عن جدول المباريات ونحن نعلن أن الفوز بها (هدف أساس) و(غاية يجب أن تتحقق) سواء من قبل الإعلام أو من قبل القائمين على المنتخب كجهاز إداري وفني وهو ما أكده مدرب المنتخب ريكارد في أكثر من تصريح آخرها عندما قال بما معناه (لايهمني إنهاء عقدي بقدر ما يهمني الفوز بكأس الخليج)


وربط كثيرون بين الفوز بالبطولة وبقاء ريكارد كمدرب للمنتخب حتى أن صحفاً خليجية قالت إن الدورة هي مفترق الطرق بين ريكارد والمنتخب السعودي، بل إن البعض اعتبر الفوز بها مقياساً لنجاحه مع المنتخب.


وكل الذين يقولون بذلك يجمعون على أن إنهاء عقد المدرب مسألة وقت وأن المشكلة في الشرط الجزائي مما يعني عدم اكتراثه لذلك بل ربما بحث عنه في ظل المناخ الذي يعيش فيه لأنه يدرك أن عدم نجاحه مع المنتخب السعودي أو إنهاء عقده لن يؤثرعلى تاريخه وسمعته كمدرب.


والذين ينظرون لدورة الخليج على أنها المحك الحقيقي لنجاح المنتخب وأن الفوز بها هو شهادة التفوق هم أحد فريقين:


ـ إما أنهم لم يعايشوا دورة الخليج على حقيقتها ولم يدركوا سرها وغموضها وأنها لا تخضع لأية حسابات مسبقة فجميع مبارياتها خصوصا في الفترة الأخيرة أشبه ما تكون بالديربيات.


ـ أو أنهم يدركون ذلك لكنهم (سلوا أقلامهم من أغمادها) لتنفيذ أجندة معينة سيجدون في عدم الفوز بالدورة الفرصة لتحقيق ذلك.


دورة الخليج لم تكن ذات يوم مقياساً لتفوق منتخب أو نجاحه لكنها تخضع لظروف آنية أثناء الدورة والمتابع لها من الدورة الأولى حتى الآن يدرك ذلك.


المنتخب السعودي على سبيل المثال لم يفز بها سوى ثلاث مرات من أصل 20 بطولة وفاز بها بعد مرور أكثر من نصفها (في الدورة الـ 12 عام 1994)، بل إنه فاز بكأس أمم آسيا مرتين والوصيف وتأهل للأولمبياد وكأس العالم وكان فيما بينها يخسر دورة الخليج التي استعصت عليه 24 عاما في وقت كان هو الأفضل فنياً والأكثر استعدادا فيما المنتخب البحريني هو الوحيد من الدول المؤسسة والمعاصرة لها الذي لم يفز بها حتى على أرضه رغم ما قدمه من مستويات مشرفة في تصفيات كأس العالم وأمم آسيا وتفوقه خارج الدورة.


ما أعنيه هو أن نكون واقعيين في نظرتنا للبطولة حتى تكون ردة الفعل لدينا متناسبة مع هذه النظرة أيا كانت النتائج خاصة وأننا سنواجه صعوبات فنية ونفسية في المرحلة الأولى فمنتخب العراق أحد أفضل المنتخبات وهو مرشح قوي لنيلها والمنتخب الكويتي تعتبر لعبته وبيننا وبينه مواقف ولقاءاتنا معه عادة ما تتسم بالحساسية والندية والمنتخب اليمني يجب أن لا يستهان به خاصة وأن جدولة المباريات بالنسبة لمنتخبنا سلاح ذو حدين عندما نبدأ بالعراق ثم الكويت ونختم باليمن.


هذه ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما يفرضها المنطق وأرجو ألا تتحول إلى واقع.


والله من وراء القصد،،